حوادث و قضايا

لصوص الأرض والتاريخ| حقيقة سرقة دولة الاحتلال لعلم «قرمان».. محاولات لربط الحضارة الفرعونية ببني إسرائيل.. تقليد اليهود لـ«الكوفية» الفلسطينية.. وأعمال فنية ترجمت للعبرية

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

لم تقتصر أطماع الصهاينة باحتلال الأراضي الفلسطينية، وزرع دولة إسرائيل فى قلب الوطن العربى، بل قاموا بمحاولات سرقة التراث الثقافي والفني والتاريخي، وذلك بهدف صناعة تاريخ زائف للدولة العبرية التي لم لها تاريخ من الأصل، وتوحيد مواطنى الدولة كشعب واحد، رغم الخلفيات العرقية والثقافية المختلفة لهم، إضافة إلى محاولة تطبيع العلاقات مع جيرانهم من الدول العربية، وكسر حاجز العداء التاريخى.


وترصد «البوابة نيوز» عبر التقرير التالي أهم مظاهر سرقة الثقافة العربية، من قبل دولة إسرائيل، وحقيقة سرقتهم لعلم دولة قرمان، والهوية الفلسطينية ومحاولاتهم ربط الحضارة الفرعيونية القديمة بإسرائيل، وغيرها من المحاولات للسرقة بهدف صنع تاريخ مزيف لهم، وذلك خلال السطور التالية..  

تداول عدد من رواد السوشيال ميديا، خلال الفترة الماضية، صورًا مشابهة إلى حد كبير علم دولة الاحتلال الإسرائيلية، ما أدى لطرح رواد مواقع التواصل الاجتماعي التساؤلات حول حقيقة سرقة إسرائيل للعلم الذي تتخذه حاليا علما لها، وتبين من خلال المعلومات والمصادر المتداولة أن هذا التصميم يعود إلى دولة مسلمة، وليس خاصًا بإسرائيل كما كان يُعتقد.


علم إسرائيل مسروق

لم تكتف إسرائيل بسرقة الأراضي الفلسطينية بل أمتدت أطماعها حتى أنها أن تاريخها مبني على السرقات فلا عجب من أن العلم الذي يستخدمه الكيان الصهيوني ليس في الأصل ملكًا لهم، وهذا أمر لا يستدعي العجب فمن سرق الأرض والتاريخ لا عجب أن يسرق علم دولة أخرى.

إمارة قرمان الإسلامية.. صاحبة العلم

تقول المصادر أن علم اليهود «إسرائيل» الحالي يعود إلى إمارة إسلامية تُدعى «إمارة قرمان»، تأسست عام 1250م في جنوبي الأناضول، وكانت لغتها التركية القديمة.

والقرمانيون ينسبون إلى خوجة سعد الدين وابنه نوري الصوفي، اللذين كانا من أصول أرمنية وهاجرا من أذربيجان إلى سيواس.

وانتقلا إلى غرب جبال طوروس، بالقرب من بلدة لارنده -كارامان- جنوب وسط تركيا حيث عملا حطابين، ثم اعتنق “نوري الصوفي” الإسلام وأسس إمارة قرمان ليكون بذلك أول حكامها.

وفي عهد الحاكم “نوري الصوفي” كانت علاقة القرمان مع مماليك مصر جيدة، لكن تدهورت العلاقات وساءت الأوضاع إبان حكم سلالته من بعده.

العلم الخاص بإمارة قرمان


اتخد القرمان علمًا رسميًا لدولتهم يحمل اللونين الأبيض والأزرق، وفي منتصف اللون الأبيض جاءت نجمة سداسية تزين الشعار الخاص بالدولة، وكان ذلك عام 1250م أي قبل ظهور إسرائيل بقرون عديدة.

تدهور العلاقات ودمج إمارة قرمان

وقعت معركة “آق تشاي” في عام 1398 بين علاء الدين علي بك القرماني حاكم إمارة قرمان، والسلطان بايزيد الأول العثماني، وقع فيها علاء الدين منهزمًا على يد العثمانيين، وتم إعدامه.

ثم قام العثمانيون بضم العديد من المدن والقرى -التي كانت تابعة للقرمان- إلى أملاك الدولة العثمانية، بينما بقيت بعض المدن والقلاع تحت سيطرة البكوات من عائلة القرمانيين.

الكوفية الفلسطينية

تعد الكوفية الفلسطينية رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني، فتاريخها ورمزيتها راسخة في الأذهان، وتعرف الكوفية والتي تتميز باللونين الأبيض والأسود المعرفة على مستوى العالم، والتي اعتاد الفلاح الفلسطيني أن يضعها على رأسه وهو يعمل بأرضه لتقيه حر الشمس وبرد الشتاء.

تاريخ الكوفية الفلسطينية

ارتبط الكوفية ورسمتها منذ زمن بجهاد أهل فلسطين ضد الاحتلال البريطاني وتألقت في أحداث عام 1936م حين تلثم الفلاحون المجاهدون بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء جهادهم ضد الاحتلال البريطاني، والعصابات اليهودية التي عَمل لتمكينها على الأرض التي باركها الله للعالمين الغرب أجمع.

واقترنت الكوفية الفلسطينية عند شعوب العالم أجمع باسم دولة فلسطين وجهاد شعبها ضد الاحتلال الصهيوني، وتجاوزت بذلك كل الحدود الجغرافية لتصبح رمزًا لقضية فلسطين العادلة، بكل محطاتها من مقاومة الاحتلال، ودحض أساطيره، والوقوف مع أصحاب الأرض والمقدسات، لذا كانت وما زالت حاضرة دائما في الأنشطة على جميع مستوياتها وأقاليمها، لتكون بلا منازع أبرز إشارة مرتبطة بقضية فلسطين وحقوق أهلها.

تقليد اليهود للكوفية الفلسطينية 

صحيفة “جويش كرونيكل” اليهودية الصادرة في لندن قالت أن مصممًا يهوديًا قام بتقليد الكوفية الفلسطينية وغير لونها للأزرق والأبيض بالنجمة السداسية والتي يدعون أنها نجمة داود. ونشرت الصحيفة صورة علي صفحتها الأولي لفتاة يهودية بالكوفية الفلسطينية ولكن بعد أن تغيرت للون الأزرق وصممت تطريزاتها علي شكل النجمة السداسية.

وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن المصمم للكوفية الجديدة “موشيه هاريل”، والموزع التجاري “مارك إسرائيل” لم يرغبا أن تظل الكوفية عربية، ولهذا قاما بإنتاج نسخة يهودية، كاملة بنجمة سداسية بالأزرق والأبيض.

محاولة جديدة من اليهود الغاصبين لأرض فلسطين لسرقة التراث الفلسطيني بعد أن سرقوا الزي الفلسطيني، والتراث الشعبي والأمثال الفلسطينية التي قالت أن أصلها يهودي، وبدأت توزع الأكلات الشعبية الفلسطينية علي أنها أكلات شعبية يهودية، بل إن المكسرات والزيتون والتمر الفلسطيني والعربي أصبحت توزع باعتبارها منتجا وطنيا للكيان اليهودي. فهم لا يريدون أن يتركوا لنا شيئا، وأن استطاعوا فإنهم سيسلبون الذاكرة ويجعلوها حبيسة الحدث الآني من غير امتداد!!

سرقة العباءات النسائية الفلسطينية

كما ارتدت مضيفات الطيران الإسرائيلي الزي الفلسطيني التقليدي، وهو العباءة النسائية المطرز بالقصب، على اعتبار أنه ثوب من التراث الوطنى الإسرائيلي، وذلك رغم التصاقه بالهوية الفلسطينية، ومفردات المقاومة ضد الاحتلال.

لصوص الأثار

أمتدت سرقات وادعاءات الإسرائيلين وظلوا يبحثون عن حضارة لهم فلم يجدوا فعمدوا إلى مزاعم وادعاءاتهم الضالة في ضلوع بنى إسرائيل فى تشييد الحضارة الفرعونية، فكانت من أسوأ الادعاءات التى تحاول الدولة المحتلة ترويجها، وينقل الكاتب طلعت رضوان، عن «مناحم بيجين»، رئيس الوزراء الإسرائيلى، أنه أجاب على سؤال صحفى حول سير مفاوضات السلام مع الجانب المصرى، قائلا: «عانيت فى المفاوضات كما عانى أجدادى فى بناء الأهرامات»، وعندما أتى لزيارة مصر صرح بكونه يشعر بالزهو والفخر وسط الأهرامات التى بناها أجداده.

وبرغم ما بذله علماء الآثار والمفكرون المصريون، لمحو تلك المعلومات الخاطئة فى الذهنية الغربية، فإن الأعمال الأدبية والسينمائية الأمريكية، كانت أكثر تأثيرا فى ترسيخ العلاقة بين الحضارة الفرعونية وبنى إسرائيل.

سرقة الآثار وتهريبها، كانت إحدى الوسائل التى استخدمها الجانب الإسرائيلى لإثبات شرعية احتلال الأراضى العربية، ونسج تاريخ وهمى للدولة الجديدة، والأمثلة على ذلك لا حصر لها.

وكان للآثار العراقية أيضًا، حظها من عمليات نهب وسلب دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبخاصة خلال سنوات غزو العراق، منذ عام 2003.

محاولات تهويد فلسطين

وحذرت جهات بحثية فلسطينية، كثيرا من المرات لمحاولات دولة الاحتلال المستمرة لتهويد الآثار الفلسطينية، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الحكومة الإسرائيلية خصصت نحو 400 مليون شيكل، لصيانة وتطوير 150 موقعا أثريا، لربطها بمسار تاريخى توراتى، يمتد من شمال فلسطين إلى جنوبها، بهدف تعريف الأجيال الصهيونية الناشئة بالتراث اليهودى المزعوم.

وكانت ضمن تلك الآثار، الحرم الإبراهيمى، وقبر «راحيل»، زوجة النبى يعقوب، والذى يقع بداخل مسجد «بلال بن رباح»، ببيت لحم، حيث اختصمت إسرائيل منظمة «اليونسكو»، حين أعلن ذلك المسجد كأثر فلسطينى عالمى فى وقت سابق، واتهمت إسرائيل المنظمة الدولية، بمحاولة طمس معالم المدينة اليهودية مرة أخرى.

سرقات فنية

وامتدت أيادي دولة الاحتلال بتزوير والسرقات إلى جانب سطوها على الآثار، قامت بسرقات فنية، تمثلت فى سرقة تراث السينما المصرية للممثلين والمنتجين اليهود من أصول مصرية، وذلك رغم رفض بعضهم السفر إلى إسرائيل من الأساس، حيث فضلوا البقاء فى بلادهم، وعدم الانضمام إلى دولة الكيان الصهيونى.

وشهدت أغانى التراث المصرى سرقة ممنهجة من قبل دولة الاحتلال، حيث تمثلت في سطوها بنسخ اللحن، وتبديل الكلمات المصرية، بأخرى عبرية، أو سرقتها بشكل كامل، بدءًا من أغانى أم كلثوم، كـ«أمل حياتى»، مرورا بألحان فريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، وانتهاء برموز الغناء المعاصر، كعمر دياب وغيره من المطربين.

فيروز بالعبرى

امتدت السرقات الإسرائيلية حتى وصلت للسيدة فيروز، والتي تعد أحد رموز الغناء العربى، وصاحبة أهم أغانى المقاومة الفلسطينية، حيث دأبت فرقة «توركيز» الإسرائيلية، منذ نشأتها عام 2012، على ترديد أغانى السيدة فيروز بنفس اللحن، مع ترجمة كلمات الأغانى إلى العبرية، وقد هددت عائلة «الرحبانى»، التى ساهمت فى تلحين أغلب تلك الأغانى، فى مقاضاة تلك الفرقة، معتبرة الأمر نوعا من القرصنة غير المقبولة.


ترجمة المسلسلات والأفلام العربية

وتهتم إسرائيل بالأعمال السينمائية العربية وبخاصة التي تسلط الضوء فيها على دولة الاحتلال، وتجدر الإشارة هنا إلى الحفاوة التى قوبل بها عرض فيلم «السفارة فى العمارة»، للفنان المصرى عادل الإمام، فرغم الإشارات العدائية، التى حملها الفيلم تجاه إسرائيل، فإن الإعلام الاسرائيلى وقتها، اعتبر الإشارة إلى التمثيل الدبلوماسى لدولة إسرائيل داخل مصر، أمرا إيجابيا.

وقام التليفزيون الإسرائيلى بسرقة الأعمال الدرامية المصرية، وترجمتها للعبرية ومن تلك الأعمال على سبيل المثال: مسلسل «ناجى عطا الله، و«الصفعة»، و«الخواجة عبد القادر»، و«كريوكا»، حيث يتم ترجمة حلقات تلك المسلسلات، وعرضها لسكان المستوطنات.

إدخال شخصية «جحا»، ضمن التراث العبرى

وكانت هناك محاولات لإدخال الشخصية التراثية المعروفة «جحا»، ضمن التراث العبري، حيث ادخلتها دولة الاحتلال فى عدد من القصص العبرية، وظهرت بنفس تفاصيلها ونوادرها، فى سياق مناسب للتوجهات الصهيونية، وذلك على الرغم من انتماء «جحا» وفقا لكتب التراث إلى مدينة «الكوفة» العراقية.

كما كانت هناك محاولات للسطو على عدد من القصص التراثية العربية الشهيرة أيضًا من بينها: «على بابا والأربعين حرامى»، «وألف ليلة وليلة»، «وقصص كليلة ودمنة».

 

«الملكية الفكرية» تنقذ التراث العربى

من المفترض أن للاتفاقيات الخاصة بالملكية الفكرية دور في استعادة الآثار العربية والثقافية، ولكن الأمر يحتاج إلى جهود مضاعفة من قبل جامعة الدول العربية، والسعى الدبلوماسى المستمر، لعمل قاعدة بيانات شاملة لكل ما تم سرقته، خاصة من الدول التى تُعانى من النزاعات المسلحة، والبدء فى إيجاد طرق قانونية لإثبات الملكية العربية لها، ثم البحث عنه واسترجاعها.

وتعتمد دولة الاحتلال فى سرقاتها على ضبابية قوانين الملكية الفكرية، ففى تصريحات إعلامية سابقة لمحمد شبانة، ابن شقيق الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، أكد أنه بالرغم من السطو على أغانى العندليب، فإن عائلته لا تستطيع تحريك دعوى قضائية، بسبب عدم امتلاكها حق الأداء العلنى.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى