
في خضم التحولات الكبرى التي تشهدها مصر في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبرز الحاجة الملحة إلى تمكين الكفاءات الوطنية التي تمتلك الخبرة، والرؤية، والانتماء الحقيقي لهذا الوطن. وتأتي هذه المرحلة التي نعيشها اليوم تحت شعار البناء والتطوير، في أمسّ الحاجة إلى قيادات شابة مدعومة بتجربة مهنية قوية وفهم استراتيجي عميق، قادرة على استكمال ما بدأته الدولة من مشروعات قومية عملاقة وتوجهات إصلاحية دقيقة، خاصة في المجال الاقتصادي.
ومن بين هذه النماذج الوطنية المشرفة، يبرز اسم المهندس إيهاب محمود، الذي يُعد من أبرز الخبراء المصريين في قطاع التصدير والموانئ والشحن الدولي، وهو من الشخصيات التي جمعت بين العقلية التنفيذية الصلبة والرؤية الاقتصادية الواعية، بما يؤهله للعب أدوار حيوية في إدارة ملفات اقتصادية محورية داخل الدولة.
خبرة مهنية متراكمة في ميادين التصدير والشحن
على مدار سنوات طويلة، عمل المهندس إيهاب محمود في الصفوف الأولى لمجالات التصدير والخدمات اللوجستية، وإدارة الموانئ، سواء في مصر أو عبر شراكات دولية واسعة، جعلت منه شاهدًا ومشاركًا في تطوير البنية الاقتصادية المرتبطة بتدفق السلع، وسبل تحسين أداء الصادرات المصرية في الأسواق العالمية.
يمتلك إيهاب رؤية متكاملة حول تعظيم العائد من الموانئ المصرية، ليس فقط من خلال التوسعة العمرانية أو زيادة السعة التشغيلية، ولكن من خلال إعادة هيكلة منظومة الشحن والنقل البحري والبري، ودمجها في منظومة رقمية حديثة، تحقق الكفاءة وتقلل من الفاقد وترفع من ترتيب مصر في مؤشرات التنافسية اللوجستية عالميًا.
لقد ساهم المهندس إيهاب محمود في صياغة عدد من الخطط التطويرية لمناطق لوجستية حيوية، وقدم استشارات لجهات حكومية وخاصة حول سياسات التصدير والتجارة العابرة (الترانزيت)، وكان له دور مباشر في حل العديد من الأزمات المرتبطة بتكدس الحاويات ومشكلات التعريفة الجمركية، عبر حلول مبتكرة وعملية.
الرؤية الاقتصادية.. عمق وواقعية
الملفت في شخصية المهندس إيهاب محمود، ليس فقط كفاءته الفنية، ولكن وعيه الوطني، وقراءته العميقة للمشهد الاقتصادي العالمي، وتحديات الدولة المصرية في ظل الواقع الإقليمي والدولي. فهو يرى أن مصر تمتلك كنزًا حقيقيًا يتمثل في موقعها الجغرافي وموانئها الممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط، لكنها تحتاج إلى استراتيجية موحدة تستغل هذه الإمكانيات لتحقيق ريادة لوجستية وتجارية في المنطقة.
كما يؤمن بأن تحقيق طفرة في قطاع التصدير هو أمر حتمي إذا كنا نرغب في علاج جذور الأزمات الاقتصادية، مشددًا على ضرورة تقديم حوافز مدروسة للمصدرين، وتفعيل اتفاقيات التجارة الحرة بشكل أكثر فعالية، وبناء شبكة شراكات دولية تخدم المنتجات المصرية في الأسواق الخارجية.
نموذج يستحق أن يتقدم الصفوف
في ظل هذه الرؤية المتكاملة، والخبرة التي تشهد بها السيرة الذاتية الحافلة للمهندس إيهاب، يتفق كثير من المتخصصين أن الدولة المصرية بحاجة ملحّة إلى أمثال هذه النماذج الواعية في المناصب القيادية، خصوصًا في وزارات مثل النقل، التجارة والصناعة، أو قطاع الأعمال، وهي وزارات ذات طابع فني معقد، تتطلب قيادة ميدانية قادرة على اتخاذ القرار السريع وتنفيذ الخطط بواقعية وكفاءة.
الرئيس السيسي وتمكين الكفاءات
لقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، أن المرحلة المقبلة هي مرحلة العلم والخبرة والانتماء الحقيقي، وأطلق دعوته الصريحة بتمكين الكفاءات، خاصة من الشباب الذين أثبتوا أنفسهم ميدانيًا، ويمتلكون من الرؤية ما يواكب متطلبات الجمهورية الجديدة.
وفي هذا الإطار، فإن المهندس إيهاب محمود هو تجسيد حي لهذه التوجهات الرئاسية؛ فهو خبير شاب، لكنه يحمل في عقله تجربة الكبار، وفي قلبه انتماء لا يتزحزح لهذا الوطن، وفي أدواته القدرة على إدارة ملفات اقتصادية شديدة التعقيد بكفاءة وهدوء.
إن تمكين مثل هذه الكفاءات ليس ترفًا ولا مجاملة، بل ضرورة وطنية في لحظة فارقة من عمر الدولة المصرية، وإذا أردنا فعلاً أن ننقل الاقتصاد المصري إلى آفاق جديدة من النمو والاستقرار، فعلينا أن نفتح الباب أمام هذه الطاقات الشابة، لنراها تقود الوزارات، لا تكتفي بالمقاعد الاستشارية.