العالم

بوتين يطالب بإستبعاد أي توسع إضافي للناتو باتجاه الشرق

اعتبرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصارد اليوم /الثلاثاء/ أن القمة الافتراضية المزمع عقدها بعد ساعات بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين قد تكون واحدة من أصعب المواجهات بين قادة البلدين منذ الحرب البارد.

 ولاسيما بعد ورود تقارير بشأن نشر 90 ألف جندي روسي بالقرب من حدود أوكرانيا.

وقالت الصحيفة، إن روسيا بدأت تشير إلى ما تهدف إلى تحقيقه؛ حيث قال الكرملين إن بوتين سيطالب باتفاق “لاستبعاد أي توسع إضافي للناتو باتجاه الشرق” ليشمل أوكرانيا.

وأكد بايدن بأنه لا يستطيع تقديم مثل هذا الضمان؛ لذلك، يتعين على الغرب برمته ردع العدوان الروسي الوشيك عبر حل معضلة الناتو دون التهاون في أمن أوكرانيا أو السعي وراء تكامل غربي أكبر.

وهذا ما يعد المفتاح لنزع فتيل التوترات التي تشكل تهديدًا للاستقرار في أوروبا.

وأضافت الصحيفة أن تصرفات الكرملين منذ انتفاضة عام 2014 المؤيدة للديمقراطية والتي أطاحت بالرئيس الأوكراني ذي الميول الروسية فيكتور يانوكوفيتش هي التي جعلت غالبية الأوكرانيين الآن يؤيدون الانضمام إلى الناتو.

 بالإضافة إلى  أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وإثارة نزاع انفصالي في شرق أوكرانيا دفعت العديد من المواطنين المحايدون سابقًا إلى الاقتناع بأنهم بحاجة إلى حماية التحالف مع الغرب.

وتابعت الصحيفة أنه من المفارقات المؤسفة في وضع اليوم أنه في حين تقتنع روسيا بأن عضوية جارتها الصغيرة في الناتو مجرد مسألة وقت.

 ولا يوجد إجماع حتى الآن داخل الحلف نفسه على انضمام أوكرانيا، المسألة التي تراها بعض الدول الأعضاء خطوة أبعد من اللازم.

 ومع ذلك، يتعارض قرار حظر العضوية مع مبدأ رئيسي بعد الحرب الباردة وهو أن الدول الأوروبية لها الحرية في اختيار تحالفاتها.

كما يشارك بعض القادة الغربيين كييف مخاوفها من أن موسكو قد تتعامل مع مثل هذا الإعلان بأنه تفويض مطلق للتقدم نحو أوكرانيا.

لهذه الأسباب، أبرزت الصحيفة في افتتاحيتها ضرورة أن يؤكد الرئيس الأمريكي بأن “أي عدوان آخر ضد أوكرانيا سيقابل بعقوبات من شأنها أن تفرض تكلفة لا تطاق على روسيا.

 وأن يعيد التأكيد على تصريح وزير خارجيته أنتوني بلينكين بأن الولايات المتحدة تعد “تدابير اقتصادية عالية التأثير كانت قد امتنعنت عن استخدامها في الماضي”.

واستطردت الصحيفة البريطانية تقول: يجب أن يرسل بايدن في الوقت نفسه رسالة مفادها أن الولايات المتحدة والشركاء الغربيين مستعدون للانخراط في محادثات مع موسكو حول إصلاح الهيكل الأمني ​​الأوروبي الذي يبدو محفوفًا بالمخاطر بشكل متزايد.

وذلك بشروط من بينها ضرورة أن تعود جميع القوات والمعدات الروسية أولاً إلى قواعدها الدائمة.

ودعت واشنطن أخيرا بأن يكون نهجها مع موسكو جامعاً بين الصرامة والحوافز لكي تخرج الأخيرة من المأزق التي أوقعت نفسها فيه مع المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى