أيمن عطية يكتب | لغة يجيدها السودانيون
قدر لي أن أكون جزءاً من جهد إتمام اتفاقية تعاون استثماري ونجاري بين رجلي أعمال مصري وسوداني.
وخلال حفل التوقيع ، فوجئت بهما يجلساني على المنصة إلى جوارهما، ويطلبان مني إلقاء كلمة.
بطبيعة الحال قلت الحضور وهم من النخبة السياسية والأمنية والاقتصادية والصحفية السودانية-قلت- لست رجل أعمال، لكني إعلامي ، وأفضل أن أتحدث بلغة الحب.
وعند هذه الكلمة فوجئت بتصفيق لم يقدم عليه الحضور حتى للفاعلين الأساسيين في الحدث الثري السوداني محمد آدم ورجل الأعمال محمد داؤود، استرسلت في الحديث.
وبعد انتهاء الاحتفال ، كانت لي جلسة مطولةمع الكتاب السودانيين مصطفى أبو العزايم و محمد عبدالقادر و جمال عنقرة كما ضمت مدير عام الخطوط الجوية السودانية ياسر سيدو و غيرهم .
وكان موضع الإجماع أن الاقتصاد شديد الأهمية في تعزيز العلاقات، وأن دولا عربية وغير عربية دخلوا السوق السودانية، إلا أن دخول مصريين إلى سوق الاستثمار في السودان آمر مختلف، فالأمر لا يقف عند حدود الاحتياج المالي الاستثماري أو المكاسب .
فاللغة الأولى التي يفهمها السودانيون إذا ما أراد المصريون الحديث إليهم – لغة الحب- وفسروا لي أن هذه الكلمة الاي فإن.ا بكل تلقائية ودون ترتيب مسبق ، لامست مشاعرهم، لذا كان التصفيق تلقائيا .
فالحب رباط جامع بين السودانيين مع المصريين، وبعد ذلك تأتي الاخوة التي تربط أهل السودان مع الأشقاء العرب، أو مع الاخوة الأفارقة، ثم تحل علاقات المصالح مع بقية دول العالم.. الحب ثم الحب ثم الحب، وبعده تحل الروابط الأخرى، فما بالنا بمن يجمعهم الحب والجوار والعروبة والدين والنهر العظيم الخالد …