تحقيق في الجول – 10 أيام لتغيير الواقع.. حتى يتحرر اللاعبون البسطاء من تهديد “المعاش المبكر”
هل يمكن أن يتسبب تأخير إجراء جراحة الركبة في نهاية مسيرة لاعب؟ “بالطبع، وحدث بالفعل”.
– محمد أبو العلا طبيب منتخب مصر.
مرة أخرى يمر علينا خبر إصابة لاعب في الدرجة الثانية أو الثالثة ويرفض ناديه تحمل تكلفة خضوعه للعملية الجراحية اللازمة، وإما أن تنجح مبادرة فردية أو جماعية أو مؤسسية في إنقاذه، وإما يواجه المجهول.
تعددت الأسباب وامتناع الأندية واحد، فماذا يفعل اللاعب الذي أحيانا لا يتجاوز راتبه السنوي تكلفة العملية من الأساس؟ وكيف يمكننا إنقاذهم جميعا؟ وكيف يسمح اتحاد الكرة بحدوث ذلك؟
أي مرة تمر فيها علينا واقعة مشابهة بالتأكيد ليست الأولى، ولكن هل يمكننا جعلها الأخيرة؟ FilGoal.com يصحبكم في جولة إلى عالم ليس كالذي نشاهده على الشاشات.
ماذا يقول الطب؟
بداية.. لن تجد ناديا في الدوري الممتاز يعجز عن تحمل تكاليف علاج لاعبيه، ولكن إن نزلت درجة واحدة ستدخل عالما مختلفا تماما، وإن نزلت درجتين، فالوضع لن يزداد إلا سوءا.
هناك أندية تملكها مؤسسات قوية وثرية، وبطبيعة الحال تنافس على الصعود إلى الدوري الممتاز وهي بالفعل جاهزة لمجاراة متطلباته المادية، وهناك أندية لن تنافس إلا بطفرة ما، هذه هي التي -بطريقة أو بأخرى- تعجز عن دفع تكاليف جراحات الركبة.
وبصرف النظر -مؤقتا- عن العوامل التي تقود إلى هذا الوضع، علينا أولا أن ندرك مدى خطورته، وهذا ما أخبرنا به محمد أبو العلا طبيب منتخب مصر.
“هذه مشكلة كبيرة ومنتشرة للغاية. أجريت عدة جراحات للاعبين في الدرجة الثانية والثالثة، وكلها مبادرات، وأغلبهم للأسف ينتظر لأكثر من عام قبل إجراء الجراحة، وحين كنت أجري هذه الجراحات لأندية بعينها لم يدفعوا تكاليف العمليات. للأسف ثقافة علاج اللاعب المصاب غير موجودة، وهذا أثر على مستقبل العديد من اللاعبين”.
البعض ينتظر لأكثر من عام، فكم تبعد تلك المدة عن المسافة الزمنية الآمنة من المخاطرة؟ “أحيانا يفضل طبيا إجراء الجراحات في أول 6 أسابيع من تاريخ الإصابة، لأن نسب حدوث المضاعفات ترتفع بعد هذه الفترة، ولكن للأسف ذلك لا يتم”. يا لها من فجوة.
هل يمكن أن يتسبب تأخير إجراء الجراحة في نهاية مسيرة لاعب؟ “بالطبع وحدث بالفعل. يخضع اللاعب للجراحة متأخرا ويحاول العودة للملاعب فلا يتمكن من ذلك”.
في الإطار ذاته يوضح طارق سليمان الطبيب السابق لمنتخب مصر مخاطر تلك المسألة ويتطرق لمسألة “الوقت الأمثل” قائلا: “أي جراحة تتأخر تؤثر على اللاعب، وإذا ضعفت العضلات ستزداد عودته صعوبة. الأمر يتوقف على طبيعة الإصابة نفسها، فكل إصابة لها الوقت الأنسب لإجراء الجراحة، وفي حالة الرباط الصليبي لا تزيد هذه المدة عن 10 أيام”.
ماذا عن الخطر على مسيرة اللاعب؟ “كلما طال الوقت تضعف العضلات ويصبح العلاج أصعب ويتطلب التأهيل وقتا أطول وترتفع نسب حدوث المضاعفات. وفي حالة الإصابة بقطع في الغضروف، قد تتطور الأمور إلى قرحة في الركبة، وهنا لا يتمكن اللاعب من اللعب مجددا، وهناك من يضطرون لقضاء سنوات حتى يتمكنوا من العودة”.
جراحات الركبة بصورة عامة والرباط الصليبي باعتباره أشهر الإصابات قد تطورت كثيرا عن الماضي، فازدادت سهولتها وقلَّت مخاطرها، ولكن هذا لا يعني أن هناك مفر من إجراء الجراحة نفسها.. “كل ما يمكن للاعب فعله هو الاستمرار في التأهيل والتدريب بصالة الألعاب البدنية للحفاظ على قوة العضلة ومجال حركة مفاصل الركبة أو الجزء المحيط بالإصابة، ويمكن لهذا أن يقلل من أثر المشكلة الناتجة عن تأخير الجراحة”.
التكافل هو الحل
من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. بالطبع ستجد اسم طارق حامد لاعب الزمالك السابق والاتحاد السعودي الحالي يتكرر، رفقة أحد زملائه والطبيب أحمد رزق.. والبداية مع توفيق الزيادي لاعب نبروه.
“تعرضت للإصابة في الرباط الصليبي فمنحني النادي 10 آلاف جنيه، وبقيت دون جراحة لـ 17 يوما فتواصلت مع أحد زملاء طارق حامد الذي أخبره عن حالتي، فأجرى لي الجراحة عند الطبيب أحمد رزق”.
وكأننا نسمع القصة ذاتها ولكن بمدة انتظار أطول قليلا، روى لنا نادر السيد لاعب كيما أسوان ما حدث معه.
“تعرضت للإصابة في الرباط الصليبي وحاولت لأكثر من ثلاثة أسابيع مع النادي دون جدوى، فتواصلت مع أحد زملاء طارق حامد الذي أجرى لي الجراحة عند الطبيب أحمد رزق”.
لم يجلس أي منهما مع الآخر وقت حصولنا على التصريحين، وكل الشكر لهذا الثلاثي على إنقاذ مسيرة الزيادي والسيد وغيرهما، ولكن سؤالنا الآن: لماذا يضطر اللاعبون أصلا لإبلاغ زميل طارق حامد فينتهي الأمر في غرفة عمليات الطبيب أحمد رزق؟
لأن المبادرات الفردية أو الجماعية هي الحل الأفضل والأسرع.. مثل حملة “لينا دور“ التي أطلقها شريف إكرامي حارس مرمى بيراميدز برفقة نخبة من الأطباء هم: محمد أبو العلا – إيهاب علي – مصطفى المنيري – حسام الإبراشي – محمد وفائي – محمد شيحة – حمادة محمد.
ولكن ماذا عن هؤلاء الذين لم تصل إليهم المبادرات الخيرية؟ حسنا، إليكم أحد البدائل التي تطرحها بعض الأندية: يمكنك أن تنقذ ركبتك أولا. هذا هو الحل الذي أتانا به عمار الجرمي ظهير الفيوم، أو بالأحرى هم أتوه به..
“تعرضت للإصابة بقطع في غضروف الركبة مع الفيوم في الموسم الماضي، فتحدثت مع المشرف على الكرة الذي قال لي: ابدأ الإجراءات وسنمنحك تكاليف العملية”.
هكذا يمكن للاعب أن يتحرك أسرع وألا يخاطر بمسيرته، ولكن لأن النهايات السعيدة لا توجد إلا في الأفلام، يمكنك توقع سطر ختام قصة الجرمي: “بعد ذهابي لهم بالفواتير لم يدفعوا شيئا”.
سعد فاروق المدير الفني السابق لسيراميكا كليوباترا، حدثنا بدوره عن واقعة أخرى، ولكنها -نقسم أنها مصادفة- وقعت أيضا في الفيوم:
“أثناء قيادتي لفريق الفيوم تعرض لاعبان من الفريق للإصابة بقطع في الرباط الصليبي، فتواصل محمود معاذ مع زملائه في سيراميكا كليوباترا، فساعدوا الثنائي مع مساهمة من فريد رضوان طبيب سيراميكا”.
مجددا تم إنقاذ اللاعبين، ولكن من الواضح أن إدارة الفيوم -بطريقة أو بأخرى- غير قادرة على تحمل هذه التكاليف، شأنها شأن العديد من أندية الدرجات الثانية والثالثة وبالطبع الرابعة، هذا ليس إلا مثالا واحدا من مئات. السؤال هو: لماذا؟ وما الحل؟ وما هي البدائل الأخرى عدا انتظار فاعلي الخير أو تقديم وعودا يُعجز عن الوفاء بها؟
على طاولة الإدارة
ومن نسأله عن ذلك قبل المتورط الرئيسي؟ كيف تتصرف إدارات الأندية مع تلك الحالات؟ ولماذا لا تتمكن من تحمل تكاليف علاج لاعبيها سواء أجلت العملية أو تم إجراؤها بطريقة ما؟ البداية مع جمال الصيرفي رئيس نادي بيلا.
“في الموسم الحالي أصيب لاعبنا إيهاب الجمل في فترة الإعداد وعالجناه، وأصيب لاعب آخر من مواليد 2005 وعالجناه، ولكن لدينا لاعب من مواليد 2001 كان يدرس ويحق له العلاج وإجراء الجراحة من خلال التأمين الصحي، وتم تحديد موعد له ولكن تأخر بسبب الامتحانات”.
ليس ذلك فقط، بل هناك حل آخر: “سأشترك لكل لاعبي قطاع الناشئين في جمعية اللاعبين المحترفين لكرة القدم حتى أضمن علاجهم”.
حسنا، هذا النادي تمكن من علاج لاعبيه بطرق مختلفة منها تحمل التكلفة مباشرة، ولكن ماذا عمَّن لا يمكنهم فعل ذلك؟ يخبرنا رجب رزق رئيس نادي شبان قنا:
“عندما يتعرض لاعب للإصابة بقطع في الرباط الصليبي نتواصل مع جمعية اللاعبين المحترفين لكرة القدم، فالنادي لا يستطيع تحمل تكلفة العملية. اللاعبون يشتركون بالجمعية أو يتم عمل اشتراك لهم”.
الجمعية مجددا؟ لماذا على طرف ثالث دائما التحمل؟ والإجابة: “الإمكانيات الضعيفة”. لماذا؟ أحيانا “لعدم استغلال الموارد، ولكننا نحاول استغلالها سواء ببيع اللاعبين أو من قاعة الأفراح”.
في الإطار ذاته يقول هشام رضوان عضو مجلس إدارة بني عبيد:
“النادي يشترك سنويا للاعبين من الناشئين والفريق الأول في جمعية المحترفين لنضمن تحملها للتكلفة حال حدوث الإصابة، وبالفعل كان محمد العزب آخر المصابين وتحملت الجمعية تكلفة علاجه”.
والحل للأندية هو “أن تنمي مواردها باستغلال كل قطعة أرض موجودة في النادي مع قرار وزارة الشباب والرياضة بالاستثمار في الأندية”.
فماذا فعل بني عبيد؟ “أنشأنا حمام السباحة وقاعة أفراح وتعاقدنا مع أحد البنوك وإحدى شركات المحمول. هذه أمور لا مفر منها، فكرة القدم تُكلف كثيرا وعائدها ليس كبيرا، ولكنها في النهاية واجهة المكان”.
بين أمور في يد النادي وأمور خارجة عن قدراته، بطبيعة الحال ستكون خطوتنا المقبلة هي الجمعية المصرية للاعبي كرة القدم المحترفين.
جمعية اللاعبين المحترفين
وفقا لموقعها الرسمي -وتحياتنا لاتحاد الكرة بتلك المناسبة- هي: “الدرع الذي يحمي حقوق اللاعبين المحترفين في مصر وخارجها، وفنارة الإرشاد التي تضيء لهم طريقهم. الجمعية المصرية للاعبي كرة القدم المحترفين هي جمعية خاضعة لوزارة التضامن الإجتماعي ومشهرة برقم 1695 لسنة 2002 . عضو الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين والممثل الوحيد للاعبين المصريين محليا وعالميا، وتعتبر الجمعية جهة خدمية غير هادفة للربح، تهدف فقط لدعم اللاعبين دعما ماديا ومعنويا وثقافيا”.
يتكون مجلس إدارتها من: مجدي عبد الغني (الرئيس) – ماجد نوار (نائب الرئيس) – صلاح عبد الفتاح (أمين الصندوق) – هاني العقبي (السكرتير العام) – جمال دياب (عضو مجلس الإدارة). ويعاونهم المدير المالي حسين مهاود والمدير الإداري محمد راغب.
مصدر من الجمعية تحدث لـ FilGoal.com قائلا: “هناك شرط واحد. يجب أن يكون اللاعب عضوا في الجمعية. لا يمكننا إجراء جراحة للاعب غير مشترك، فتلك تعتبر مخالفة”.
إذا كيف يصبح اللاعب عضوا؟ “يجب أن يكون مقيدا في الاتحاد المصري لكرة القدم بصفته لاعب محترف، مع سداد الرسوم” التي رفض المصدر تحديد قيمتها، ولكن طارق سليمان طبيب منتخب مصر السابق أخبرنا أنها قبل بضع سنوات لم تكن مبلغا يُذكر، فقد كان يتراوح بين قرابة 200 و300 جنيه سنويا.
فماذا لو أصيب اللاعب قبل اشتراكه في الجمعية؟ “إذا لم يكن عضوا يشترك أولا في الجمعية ثم نجري له الجراحة”.
كل ما ذكره الطبيب طارق سليمان يؤكد رواية الجمعية، حيث قال: “الجمعية كانت تجري العمليات لغير القادرين من لاعبي أندية الدرجتين الثانية والثالثة، وأجريت بنفسي أكثر من 60 جراحة للاعبي الأقاليم عن طريقها. عضوية الجمعية لم تكن مشكلة أبدا، حيث كنا نستخرج العضوية الجديدة للاعب المصاب في وقتها، وقيمة رسوم الاشتراك زهيدة”.
هل هذا هو الحل؟ “إنه حل بالطبع ولكنه ليس الحل الأساسي. الحل يجب أن يأتي من وزارة الشباب والرياضة ومن اتحاد الكرة. يجب أن يدعما الأندية ويتكفلا بإجراء عمليات غير القادرين. في الماضي تبنينا فكرة الاتحاد المصري للطب الرياضي الذي كان يُفترض أن يكون له دور في إجراء هذه العمليات بتطوع الأطباء الكبار، ولكن في جميع الأحوال على رؤوس المنظومة أن يتدخلوا”.
صندوق الإنقاذ
ها هو الموقف كاملا، الداء وخطورته وأسبابه ووسائل علاجه بالجهود الذاتية والجماعية، فأين الدواء وكيف نبلغه؟ هذا ما سألنا عنه إيهاب الكومي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، وأول ما بدأ به كان توضيح دور كل طرف في المسألة.
“لا علاقة لنا كاتحاد للكرة بضعف موارد الأندية، فالأندية لا تلعب كرة القدم فقط، وهناك عدة أندية في الدرجة الثانية مثل طنطا والمنصورة والأولمبي لديها العديد من الألعاب المختلفة. كل مجلس إدارة عليه زيادة موارده، وطالبنا الجميع بالتحول إلى شركات كرة القدم لهذا الغرض على سبيل المثال. حين يواجه اتحاد الكرة ضائقة مالية فنحن الملزمين بالتصرف وحلها، والأمر ذاته ينطبق على الأندية”.
هذا توضيح لتقسيم المسؤولية من الناحية الإدارية، ولكن في النهاية لا يملك اللاعبون ملاذا سوى اتحاد الكرة إن عجزت الأندية عن علاجهم، فماذا يفعلون؟ “العقد المبرم بين اللاعب والنادي يُلزم الأخير بتحمل نفقات علاجه، وإذا لم يلتزم النادي فمن حق اللاعب أن يشكو إلينا ونحن نلزم النادي بعلاجه”.
هذا هو المسلك القانوني، ولكن الأندية لا تعالج اللاعبين بحجة عدم القدرة على تحمل تلك التكاليف، فهل يتركهم اتحاد الكرة هنا؟ “حين نجد الأندية غير قادرة نحاول حل الحالات الفردية، فمثلا حولنا لطبيب المنتخب محمد أبو العلا عدة حالات وعالجها مجانا، ضمن مبادرة بدأها محمد أبو الوفا عضو اتحاد الكرة وأكملتها معه بالتعاون مع أطباء المنتخبات المصرية”.
مرة أخرى، لا يوجد طريق في هذا الملف لا يقود إلى جمعية اللاعبين المحترفين.. “جمعية اللاعبين ساعدوا كثيرا، وقبل دخولي لاتحاد الكرة كنت أتواصل مع مجدي عبد الغني (رئيس الجمعية) ولم يكن يتأخر عن المساعدة”.
مرة أخرى، هل سيظل التكافل والجمعية هما الحل؟ “الآن يلجأ لنا بعض اللاعبين بدلا من انتظار أنديتها غير القادرة، وفي هذه الحالة يمكننا أن نطلب من طبيب المنتخب، والكل يحاول المساعدة، ولكن هذا يكفي للتعامل مع بعض الحالات الفردية، ولا يمكننا أن نطلب من الأطباء ذلك في كل مرة، ولذلك أتبنى مع محمد أبو الوفا مقترح الصندوق المشترك”.
ما هي فكرة الصندوق؟ “صندوق مشترك يجمع بين الأطراف الثلاثة: اللاعبون – الأندية – اتحاد الكرة، وبدعم من وزارة الشباب والرياضة. يضع اللاعب نسبة 1% من عقده على سبيل المثال، وتساهم الأندية بجزء، ويساهم الاتحاد بجزء ثالث، ووزارة الشباب معنا أيضا، وبذلك تتواجد الأموال في الصندوق باستمرار لعلاج أي لاعب فور تعرضه للإصابة”.
قد يكون هذا هو طوق النجاة لكل اللاعبين والأندية غير القادرة أيضا من الدرجة الثانية والثالثة، ولكن متى؟ “في خلال 10 أيام سيخرج هذا المقترح للنور بإذن الله، وبالتالي يمكننا القول إننا سنبدأ الموسم الجديد في وجوده”.
دعونا نذكر بقيمة تحرك اتحاد الكرة في هذا الاتجاه أيا كانت الوسيلة، فبينما يؤدي الأطباء والأفراد والمبادرات واللاعبون القادرون وجمعية المحترفين دورا كبيرا في إنقاذ مسيرة العديد من اللاعبين المتضررين، فإن هناك من لم تصل إليهم كل تلك الأيادي، ومن لم نسمع بهم واضطروا بالفعل للبحث عن مصدر رزق آخر غير مطاردة الكرة على العشب الأخضر، وبالتالي لا توجد جهة أقدر على إحصاء جميع الحالات في الكرة المصرية غير الكيان الحاكم لها، ولا توجد يد نافذة أكبر من يد الاتحاد المصري لكرة القدم، فهو المنوط بإحداث ذلك التغيير، والأقدر عليه مؤسسيا.
على الأرجح ستستمر مشكلة قدرة الأندية على تحمل النفقات بصورة عامة وليست نفقات العلاج فقط، وسيكون لأزمة ضعف الموارد في الدرجات الأدنى سياق مطول آخر، أما الآن، فنحن في انتظار خطوة المنظومة تجاه ما يجب إنقاذه أولا: العنصر البشري الذي تقوم عليه هذه اللعبة من الأساس.