ضغوط على إدارة بايدن لإعلان ما حدث في ناغورنو كاراباخ “إبادة جماعية”
يتواجد مسؤولان من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أرمينيا، حيث تكافح الولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في ناغورنو كاراباخ ومنع الإبادة الجماعية ضد السكان الأرمن في المنطقة، وفقا لموقع “بوليتكو الأميركي”.
لكن نشطاء الشتات الأرمني وحلفاءهم في الكابيتول هيل يقولون إن الرحلة، رغم الترحيب بها، جاءت متأخرة. ويقولون إن إدارة بايدن لم تتخذ إجراءات حاسمة بما فيه الكفاية ضد أذربيجان وتضغط من أجل فرض عقوبات عليها وإنهاء المساعدة العسكرية الأميركية.
ووصل القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية، يوري كيم، ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور إلى يريفان هذا الصباح. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى “تأكيد دعم الولايات المتحدة لسيادة أرمينيا واستقلالها وسلامة أراضيها وديمقراطيتها” و”تلبية الاحتياجات الإنسانية” في ناغورنو كاراباخ، وفقًا لبيان الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ويقول منتقدوهم ومن بينهم أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في مجلسي الكونغرس إنه كان ينبغي للإدارة أن تستجيب للتحذيرات بشأن التطهير العرقي الذي بدأ في يناير/كانون الثاني، عندما أغلقت أذربيجان ممر لاتشين، وهو ممر جبلي يعمل بمثابة القناة الوحيدة لناغورنو كاراباخ في أرمينيا، مما أدى إلى وقف تدفق الإمدادات الغذائية والطبية إلى الإقليم.
وبعد أن شنت أذربيجان “عملية لمكافحة الإرهاب” الأسبوع الماضي في الإقليم ضد الانفصاليين الأرمن، فر الآلاف إلى أرمينيا، ويستعد المسؤولون الأرمن لوصول المزيد من اللاجئين في الأيام المقبلة.
مواطنون متساوون
وتقول أذربيجان إنها تسعى إلى “إعادة دمج” الإقليم وتصر على أنها ستعامل الأرمن هناك “كمواطنين متساوين”. ومع ذلك، تحذر يريفان من استمرار خطر التطهير العرقي وعرضت إيواء اللاجئين.
واتخذت إدارة بايدن بعض الإجراءات ردا على ذلك. وفي 14 سبتمبر، أخبر كيم أعضاء مجلس الشيوخ أن وزارة الخارجية قررت عدم تجديد الإعفاء الذي سمح للولايات المتحدة بتقديم المساعدة العسكرية لأذربيجان، كما أجرت القوات الأميركية والأرمنية مناورات عسكرية مشتركة هذا الشهر بالقرب من الحدود مع أذربيجان.
وتحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفيا مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يوم السبت كما ناقش هذه القضية مع الزعيم الأذربيجاني إلهام علييف.
لكن مجموعات الشتات الأرمنية في أميركا تشعر بالإحباط لأن الإدارة ترفض وصف الوضع بأنه إبادة جماعية ويقول زعماء الجالية الأرمنية إن الوضع يتوافق مع التعريفات الواردة في القانون الدولي ويقولون أيضًا إن الدعم الأميركي شجع باكو على هذا الهجوم.
وقال أليكس غاليتسكي، مدير برنامج اللجنة الوطنية الأرمنية الأميركية، “كانت هذه أزمة وكان لدى الولايات المتحدة كل الفرص لمنعها، لكنها لم تكتفِ بتجاهلها فحسب، بل حرضت واسترضت أذربيجان بشكل نشط من خلال تزويدها بالمساعدة الأمنية لعقود من الزمن”.
تطهير عرقي
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع “بوليتكو” إن الوزارة “على اتصال مع الجهات الفاعلة على الأرض بشأن الوضع” وأضاف أن “القرار المتعلق بالإبادة الجماعية أو التطهير العرقي هو من اختصاص الوزير ويستند إلى قرار قائم على الأدلة العملية”.
كما حثت الإدارة أذربيجان علنًا على إجراء حوارات مع الأرمن في ناغورنو كاراباخ والتفاوض مع أرمينيا حول مستقبل المنطقة.
ويضغط غاليتسكي والمشرعون على الإدارة للرد بقوة أكبر. وقدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تشريعاً الأسبوع الماضي من شأنه أن يعلن أن الأزمة “حملة تطهير عرقي” وينهي المساعدة العسكرية الأميركية لأذربيجان.
ومن شأن مشروع القانون أيضًا فرض عقوبات على المسؤولين الأذربيجانيين وزيادة المساعدات لأرمينيا.
وقال السيناتور الديمقراطي غاري بيترز أحد رعاة مشروع القانون، للصحافيين أثناء زيارة إلى ممر لاتشين يوم السبت: “إن العالم بحاجة إلى أن يعرف بالضبط ما يحدث ، إنه وضع رهيب”.