فيرمينو: صلاح وماني ليسا صديقين.. وهكذا اعتاد النجم المصري إغضابنا
كشف روبرتو فيرمينو مهاجم الأهلي السعودي الحالي عن حقيقة الخلافات بين محمد صلاح نجم ليفربول والسنغالي ساديو ماني نجم النصر حاليا حين كان الثلاثي معا في الميرسيسايد.
جاء ذلك في كتابه الجديد “نعم سيدي.. سنواتي في ليفربول”، حيث عاد لحظة انفجار ماني عند استبداله في سبتمبر 2019 خلال مباراة ليفربول ضد بيرنلي.
وإليكم نص مقطتفات مما جاء في كتاب فيرمينو الجديد:
لماذا كان وجهي ضاحكا؟ لا أعرف حقا ولكن الأمر كان مضحكا. حتى اليوم تصلني الصور المضحكة على هاتفي. كنا في النفق المؤدي لغرف الملابس بعد فوز مقنع على بيرنلي بنتيجة 3-0. الجو كان مشحونا بوضوح، فرغم النتيجة الجيدة أصبحت العلامة المميزة في المباراة هي انفجار ساديو ماني حين تم استبداله في الدقائق الأخيرة.
الكاميرات التقطت كل شيء. ساديو لم يكن غاضبا فقط بشأن استبداله، فقبلها بقليل محمد صلاح حاول التسديد بينما كان يمكنه التمرير إلى ماني الذي كان حرا داخل المنطقة.
لغتي الإنجليزية ليست جيدة وبالتالي لا يمكنني أن أقول ماذا قال ماني وهو يصرخ أثناء خروجه، ولكنه لم يكن شيئا لطيفا علىا الإطلاق!
جيمس ميلنر حاول تهدئته، ولكن ساديو ظل غاضبا وجلس مشتعلا على مقاعد البدلاء وظل يشير باستمرار.
أعرف هذان الرجلان جيدا أكثر من أي شخص آخر، فقد كنت أنا في الملعب بينهما دائما. كنت أول من يرى النظرات ولغة الجسد وعدم الرضا حين يكون أحدهما غاضبا من الآخر. كان يمكنني الشعور بذلك فقد كنت الحلقة بينهما في لعبنا الهجومي، وكنت عامل الإطفاء في تلك اللحظات.
بالنسبة للعديد من الناس، هذا الخلاف بين ساديو ومو كان الأول، وللبعض، كان الأول والأخير، ولكني علمت أن هذا الأمر كان كامنا منذ الموسم السابق. غريزتي وواجبي دفعاني لتهدئة الموقف، وسكب الماء دائما على النيران، لا الوقود.
اللحظات المشحونة عادة ما تمر سريعا، وفي المباراة التالية سيمرر أحدهما للآخر أو لي، ثم نحتفل بهدف جديد لفريقنا. صلاح وماني كان بينهما مشاكل صغيرة من قبل، ولكن هذه المرة كل شيء حدث في الملعب أمام العالم كله.
بينما كنا نصعد السلالم خارج الملعب كان المزاج العام ثقيلا. لم تكن هناك أي سعادة يفترض وجودها بعد فوز جديد، خصوصا أنه كان فوزنا الرابع في 4 مباريات من الدوري. مرة أخرى وجدت نفسي بين الثنائي، خلف صلاح وأمام ماني في النفق، والكاميرا تنظر إلينا مباشرة، وحين رأيتها لم أتمكن من كبح الابتسامة. كان تعبير وجهي وكأنه يقول: “هل رأيتهم ذلك؟ الأشياء احتمدت بين هذا الثنائي اليوم. لا تقلقوا على كل حال فهذا لا شيء”.
الخلاف لم يكن مضحكا، فهذا الأمر كان يمكنه أن يسبب لنا المشاكل، ولكن وجهي الساخر كان يعبر عن شخص يعلم أن لا شيئ جاد سيحدث. ربما كان المدرب (يورجن كلوب) والبعض الآخر يشعرون بالقلق، ولكني لم أكن كذلك. أعتقد أن جماهير ليفربول ضحكت على رد فعلي وتوقفت عن القلق وذهبت لتحتفل بالفوز.
لا أعرف إن كان صلاح يعرف ذلك أم لا.. ولكنه اعتاد إغضاب الجميع حين لا يمرر الكرة. كنت أعرف كيف أتعامل مع ذلك الوضع أفضل من البقية. كلوب تحدث عن المسألة أمامنا جميعا: حين يكون زميلك في موقف أفضل، يجب تمرير الكرة. لقد كانت ملحوظة موجهة مباشرة تجاه صلاح.
على مر السنوات يجب أن أقول إن هذا الأمر تحسن في لعب صلاح بشكل كبير. فقد تعلم تدريجيا أن يصبح أقل أنانية وأكثر تعاونا، ويجب ألا ننسى أنه مهاجم ومسجل أهداف، وكل مسجل يميل للجشع في مطاردة الهدف. هذا طبيعي.
ماني كان أكثر حدة في اللحظات الجيدة والسيئة. لقد كان الأكثر انفجارا بيننا نحن الثلاثة، وكان الشخص الذي امتلكت حرية أكبر في النقاش معه. كنت دائما أتحدث معه وأنصحه وأحاول تهدئته، وأقول له: ابحث عن السلام والعب لأجل الفريق وابقَ هادئا.
صلاح وماني لم يكُن أحدهما أفضل صديق للآخر أبدا. كل منهما نأى بنفسه. كان من النادر رؤيتهما يتحدثان، ولست واثقا ما إن كان لذلك علاقة بعداوة مصر والسنغال الكروية في المسابقات الإفريقية. لا أعرف حقا ولكنهما لم يقاطعا بعضهما البعض أيضا، فقد لم يوطدا العلاقة وتعاملا باحترافية.
لم آخذ جانب أحدهما أبدا ولذلك كلاهما أحبني. كنت دائما ما أمرر لهما وتفضيلي يتوقف فقط على نصر الفريق. العديد من الناس يركزون على ما كنت أقدمه في الثلاثي الهجومي من الجانب التكتيكي، ولكن ربما ما كان بنفس الأهمية هو الجانب الإنساني. دوري كصانع سلام وموحد. إذا لم أفعل ذلك، ما كنتم لتروا سوى العواصف بين الثنائي في الملعب.
لذلك كنت أكثر من يتم استبداله بيننا من كلوب. كل شخص منا كان يملك شخصية مختلفة والمدرب يعرف أنني لن أقذف زجاجة أو أي شيء كذلك حين أخرج. إذا كنت منزعجا سأتحدث معه على انفراد لاحقا، وحين كان يجب أن يتم التغيير، كان دائما من الأسهل أن تسحب بوبي عن أن تغضب أي من الاثنين الآخرين.
الكل كان يعرف أن الأمور تسير لذلك الشكل. لقد كان أسوأ سر خفي في ليفربول. ولكن بطبيعةا لحال لا أحد سأل أبدا عن رأيي أو شعوري. هذه طبيعتي فقط. الفريق يأتي أولا. والمدرب كان يعرف ذلك.
وصلت إلى ليفربول في صيف 2015، وساديو انضم في العام التالي، ثم جاء دور محمد صلاح في 2017. لا أحد منا كان قادرا على توقع ما سنحققه في 5 سنوات من اللعب معا. كلوب نفسه قال: “ما كنت لأتخيل في أكثر أحلامي جموحا أن الأمر سيسير هكذا”. في كرة القدم البحث مستمر عن الانتصارات والألقاب. لديهم فريق ضخم من الكشافين ومحللي الأداء ويستحدمون تقنيات متقدمة بحثا عن تركيبة النجاح. إنها رياضة تحرك مليارات الجماهير والكثير من الأموال والقلوب. الكل يبحث عن العائد الأكبر بأقل استثمار ممكن، ولكن في النهاية أنت لا تعرف أبدا.
كرة القدم رائعة لأنه كان من المستحيل توقع السحر الذي سيتكشف على أرض الملعب حين يلتقي فتى من مصر بآخر من السنغال وثالث من البرازيل. فقط الإله يعلم ولا أحد سواه، ولا حتى يورجن كلوب.
أريد أن أوضح شيئا. البعض يتكلم عن فضلي في تنازلي عن رقم 11 لصلاح حين انضم إلينا. هذا الأمر ساعدنا وظهر كلفتة من إنكار الذات… ولكن الأمر لم يكن كذلك إطلاقا. آسف يا رفاق، أنا فقط قررت ارتداء الرقم 9 الذي كان متاحا منذ الموسم الماضي حين رحل كريستيان بينتيكي.