مكافحات من أجل لقمة العيش.. سعدية من تربية المواشي إلى سوق الخضار
محافظات
تسعى على رزقها وتربية أبنائها لتصل بهم إلى بر الأمان
تتجلى عفة النفس في أبهى صورها لدى الفقراء الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل لقمة العيش، والحصول علي الرزق الحلال بعيدا عن سؤال الناس .
يتعبدون لله بالعمل والصبر علي مصاعب الحياة ومشاكلها، بلا ضيق أو شكوي، فتعلو ابتسامة الرضا وجوههم حتي تظن أنهم أغنياء.
الحاجة سعدية سيدة تبلغ من العمر 70 سنة مقيمة في منشية جنزور بمركز طنطا بمحافظة الغربية، هي إحدي المكافحات من أجل لقمة العيش، ورغم مرضها وضعف بصرها ما زالت تسعى على رزقها وتربية أبنائها الخمسة للوصول بهم إلى بر الأمان.
يبدأ يومها قبل طلوع الفجر لجمع الخضار وينتهي بالسوق قبل المغرب بقليل.
تقول الحاجة سعدية: “زوجي متوفى من 12سنة وعندي 5 أولاد ربتهم كلهم علي العفة وعزة النفس والشبع مهما حصل من ظروف حتي لو مش معاهم فلوس ما يسألوش حد ويصبروا على نفسهم “.
عن بداية قصتها وكفاحها تقول: “كنت الأول أرعى المواشي في الغيط ولما لقيت ظروف زوجي صعبة اضطررت أنزل أشتغل وأساعده ، نزلت على الغيطان أشتري الزرع من أصحابه وأبيعه في السوق فاصوليا وبامية وملوخيه خضراء وسبانخ وبصل وشوية نعناع علي خضرة وأنزل علي ميدان ستوتة في طنطا والحمد لله مشي الحال وبقي لي في الشغلانة دي 40 سنة أنزل من الفجر وأرجع بعد العصر ”.
وتضيف الحاجة سعدية: “زوجت بنت بنتي لأنها يتيمة الأب وشقيت وتعبت ليل ونهار وجهزتها وسلمتها لعريسها لأنها أمانة في رقبتي وأمها غلبانة” .
ولأنها تعرف جيدا معنى عزة النفس تقول: “أنا ست شبعانة والحمدلله بقفل بابي على وأرضى بقليلي”.
وتواصل: “نظري ضعف وعملت أكتر من عملية في عيني وفيهم واحدة مش بشوف بيها وروحت لدكتور خصوصي وعملت عملية قبل كده والمصاريف غالية علي وعيب أسال حد بصبر لحد لما ربنا يسهلها وأكشف وأنا أنتهى من عملي العصر وأعود إلى البيت أتغدى وأشرب شاي وأصلي المغرب وأنام وأحمد ربنا علي ستره وكرمه”.
وتختم الحاجة سعدية حديثها قائلة: “الشغل مش عيب ولا حرام ده كفاح وستر والواحد يكفي نفسه لأن السؤال ذل وحوجة وكفاية عندي تربية اليتامى ودي عندي بالدنيا وما بقاش في العمر أد ما بقى دي رسالة والعمر ينتهي” .