الملك تشارلز يزور فرنسا.. ويشارك في احتفالات قصر فرساي
يزور فرنسا ملك إنكلترا تشارلز الثالث، برفقة زوجته الملكة كاميلا، للمشاركة في احتفالات تأسيس قصر فرساي التاريخي.
ولدى وصولهما إلى باريس، استقبلهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ورئيسة الوزراء اليزابيث بورن في صالة الشرف بمطار أورلي ثم توجهوا إلى نصب “قوس النصر” وسيتم إضاءة شعلة الجندي المجهول، والمرور بجادة الشانزيليزيه.
تأجيل لمدة 6 أشهر
وبعد تأجيل هذه الزيارة لمدة ستة أشهر بعد تظاهرات باريس ضد قانون التقاعد، لم تطرأ تعديلات كثيرة على البرنامج الأساسي لزيارة الملك البالغ 74 عامًا وزوجته كاميلا (76 عامًا) والتي سيتخللها لقاءات مع ناشطين في المجتمع المدني الفرنسي ومراسم احتفالية رمزية ستكون خلال الزيارة التي ستستمر 3 أيام.
كما ستقام مساء اليوم الأربعاء مأدبة عشاء في قاعة المرايا بقصر فرساي وبحضور أكثر من 150 ضيفا في قاعة المرايا التي ستغلق أمام الزوار اليوم الأربعاء استعداداً للمأدبة الملكية وستكون فرصة لعرض التميز الثقافي.
ملك بريطانيا والرئيس الفرنسي
ملك بريطانيا متحدثا بالفرنسية
وسيلقي الملك تشارلز الثالث صباح غد الخميس خطابا أمام مجلس الشيوخ وسيكون قسما منه باللغة الفرنسية التي يجيدها الملك وسيتم إطلاق الجائزة الأدبية الفرنسية البريطانية للسيدة بريجيت ماكرون والملكة كاميلا.
كما سيبحث الملك البريطاني والرئيس الفرنسي في قضايا تهم البلدين مثل البيئة والحث على القراءة وريادة الأعمال لدى الشباب، ومن المقرّر عقد لقاء مع جمعيات محلية وشخصيات رياضية في ضاحية سان دوني الباريسية التي ستشكّل أحد الأماكن الرئيسية لدورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية في صيف 2024.
بعدها جولة لرئيس الجمهورية وزوجته يصطحبان الملك والملكة إلى كاتدرائية نوتردام والحديث مع المشرفين على ترميمها بعد تعرض جزء مهم منها للحريق في إبريل من العام 2019.
ماكرون وزجته بريجيت يستقبلان ملك بريطانيا
ملك بريطانيا يزور مدينة بوردو
بعد ذلك، سيتوجه تشارلز وكاميلا إلى مدينة بوردو التي كان يسيطر عليها في مرحلة معينة ملك إنكلترا هنري الثاني وحيث يقيم اليوم نحو 39 ألف بريطاني.
كما سيزوران كروم عنب ويلتقيان عناصر إطفاء شاركوا في مكافحة الحرائق التي اجتاحت إقليم لاند العام الماضي.
واعتبرت باريس كما لندن أن هذه الزيارة ترمز إلى إحياء العلاقات القديمة بين البلدَين، في وقت يحاول القادة تهدئة التوترات التي خلّفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما شهدت العلاقات الثنائية توترات منذ ذلك الحين، إذ هاجم رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون السياسة الفرنسية حيال قيام الاعتداء على الصيادين الفرنسيين من قبل الشرطة البريطانية أثناء قيامهم بالصيد والقواعد التجارية على واردات اللحوم المجمدة.
العلم البريطاني يرفرف في باريس – رويترز
ومن المعروف بأن الملك البريطاني يلتزم بشكل تقليدي بحياد سياسي صارم، لا تغيب السياسة أبدًا عن زيارات الدولة ولن تشكّل زيارة تشارلز الثالث استثناء، بل ستؤكد تهدئة العلاقات التي توترت مؤخرًا بين باريس ولندن، وستشكل إضافة مليئة بالمعاني للسياسة الخارجية البريطانية ولا سيما تجاه فرنسا وقيادتها الحالية.
وبعد عام من اعتلاء تشارلز الثالث العرش وتركيزه بشكل أساسي على تجسيد استقرار النظام الملكي واستمراريته بدلًا من البدء بإصلاحات جذرية، تندرج هذه الزيارة في إطار “النهج التقليدي للدبلوماسية الملكية” التي اعتاد الفرنسيون عليها في الماضي.
وسبق أن التقى تشارلز وماكرون خصوصا خلال مراسم تتويج الملك في السادس من أيار/مايو، ويسود “الدفء” علاقتهما، حسبما تفيد مصادر مقرّبة منهما.