تصفيات كأس العالم – مباراة تاريخية كادت تفسد قبل أن تبدأ.. الأرجنتين تهزم البرازيل في ماراكانا
في مباراة تاريخية كاد يفسدها الجمهور قبل أن تبدأ، حسمت الأرجنتين كلاسيكو الأرض، وأزادت من جراح البرازيل ومشاكلها.
فازت الأرجنتين على البرازيل بهدف مقابل لا شيء على ملعب “ماراكانا”، ضمن مباريات الجولة السادسة لتصفيات كأس العالم 2026 عن قارة أمريكا الجنوبية.
سجل نيكولاس أوتامندي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الـ63 من عمر اللقاء.
الفوز رفع رصيد الأرجنتين إلى 15 نقطة مستعيدين صدارة ترتيب التصفيات، فيما تجمد رصيد البرازيل عند 7 نقاط في المركز السادس.
ورغم إن المباراة لم تكن رائعة تماما فنيا، لكنها كانت تاريخية. تاريخية لأحداثها قبل اللقاء، ما كاد يفسدها قبل أن تبدأ لولا تدخل لاعبي الفريقين لمنع العنف.
تاريخية أيضا كونها كتبت خسارة ثالثة للبرازيل على التوالي في تصفيات كأس العالم لأول مرة في تاريخهم، وخسارة ثانية للبرازيل ضد الأرجنتين على ملعب ماراكنا تحديدا بعد نهائي كوبا أمريكا 2021. والأهم إنها أول خسارة للبرازيل على أرضها في تصفيات كأس العالم تاريخيا!
وأخيرا، تاريخية لأنها شهدت مشاركة إيندريك الصغير صاحب الـ17 عاما رفقة البرازيل لأول مرة ضد الأرجنتين، وربما تكون هي الظهور الأخير لـ ميسي الكبير صاحب الـ36 عاما، ودي ماريا صاحب الـ35 عاما، وأوتامندي صاحب الـ35 عاما ضد البرازيل في البرازيل.
التشكيل
قبل ساعة من موعد اللقاء الأصلي، أعلن المنتخبان تشكيليهما. اختار فيرناندو دينيز البدء بـ جابريال جيسوس في هجوم البرازيل بجانب رودريجو سيلفا، وجابريال مارتينيلي ي غياب نيمار المصاب، فيما حرس أليسون بيكر المرمى.
في المقابل، بدأ ليونيل سكالوني بـ ليونيل ميسي طبعا كأساسي، ورفقته جوليان ألفاريز في الهجوم، ومع تواجد أنخيل دي ماريا على مقاعد البدلاء.
تأخير نصف ساعة
دخل لاعبو الفريقين إلى أرض الملعب، وكانت الأوضاع هادئة والأجواء رائعة، بل وعلى غير العادة تماما، وصل الأمر لرفع جماهير البرازيل لافتات تشيد فيها وتبارك لـ ليونيل ميسي كأس العالم.
فجأة، وقبل صافرة البداية، سرعان ما نشب شجار طاحن في المدرجات، وبذهاب الكاميرا إلى المدرجات، وجدنا جماهير الأرجنتين تجلس في مدرج، تحيطه جماهير البرازيل من الأعلى والأسفل.
هنا اتخذ لاعبو المنتخبين قرارا بالذهاب سويا إلى المدرج الذي يشهد الشجار العنيف، محاولين تهدئة الأوضاع.
وبعد عدة دقائق، فشل فيها الكل بمن فيهم الأمن تهدئة الأوضاع، اصحطحب ليونيل ميسي لاعبي الأرجنتين إلى خارج الملعب، متجهين إلى غرفة خلع الملابس.
هنا استمر لاعبو البرازيل في أرض الملعب رفقة الحكام، فيما تشاور رئيسا الاتحادين حول مصير اللقاء، قبل أن يبدأ الأمن مهمة الفصل الكبرى بين الجماهير.
وبعد ربع ساعة، عاد لاعبو الأرجنتين إلى أرض الملعب، قبل أن يبدأ اللقاء في الثالثة صباحا، أي بعد نصف ساعة من موعده المحدد.
بداية المباراة عنيفة
وكما كان الحال في المدرجات، كانت بداية المباراة عنيفة طبيعا بين اللاعبين.
البرازيل حاولت في الدقيقة الثالثة من انلاقة إلى مارتينيلي ثم عرضية أبعدها الدفاع.
وبدأ العنف في الدقيقة الرابعة. هجمة للأرجنتين قادها ماركوس أكونيا ثم تصويبة في الدفاع، ارتدت لمرتدة برازيلية قادها جابريال جيسوس، ولكنه ضرب رودريجو دي باول بالمرفق أثناء ركضه، ليحصل على إنذار أول.
توقف اللعب لعلاج دي باول عدة دقائق، وبعد استئناف اللعب، كان الإنذار الثاني في الدقيقة الـ12 وللبرازيل أيضا لـ رافينيا، ولكن لماذا؟ لأنه ضرب دي باول كذلك.
وبعد فترة دون فرص كبرى، كان الإنذار الثالث في الدقيقة الـ33 من نصيب البرازيل كذلك. ذهب إلى كارلوس أوجوستو بعد ضرب جيوفاني لو سيلسو في وسط الملعب.
سيطرة برازيلية
الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول كانت لصالح البرازيل، فحاول رافينيا أولا من كرة ثابتة في الدقيقة الـ37 تحولت إلى ركنية.
وفي الدقيقة الـ42 سدد رودريجو، وحولها الدفاع أيضا إلى ركنية.
ثم كانت أخطر الفرص في الدقيقة الـ44. ركنية نفذها رافينيا، وأبعدها إيميليانو مارتينيز لتصل إلى مارتينيلي الذي استلم ثم سدد في المرمى، لكن ماركوس أكونيا أنقذها من على خط المرمى، لينتهي الشوط الأول سلبيا.
الشوط الثاني
بدأت البرازيل الشوط الثاني بتبديل أول. شارك نيتو بدلا من ماركينيوس في تبديل يبدو اضطراري.
البرازيل واصلت الضغط، وكانت أحد أخطر الفرص في الدقيقة الـ57. جابرييل جيسوس توغل ببراعة وأرسل الكرة إلى مارتينيلي الذي ينفرد ويسدد، لكن إيميليانو مارتينيز يتصدى ببراعة.
هدف مباغت
وعكس الهجوم البرازيلي، كان الهدف أرجنتينيا في الدقيقة الـ63. ركنية نفذها جيوفاني لو سيلسو، وقابلها نيكولاس أوتامندي برأسية بارعة في مرمى أليسون مسجلا الهدف الأول.
هدف هو الثاني للمدافع المخضرم في التصفيات بعد حسم الفوز على بيرو بهدف من قبل.
وبعد الهدف تدخل سكالوني في الدقيقة الـ66. شارك نيكولاس تاليافيكو بدلا من ماركوس أكونيا.
ثم في الدقيقة الـ70 شارك لياندو باريديس، ونيكولاس جونزاليس بدلا من إنزو فيرنانديز، وجيوفاني لو سيلسو.
البرازيل ردت في الدقيقة الـ72 وشارك الصغير إيندريك صاحب الـ17 عاما لاعب بالميراس، والمنتقل مستقبلا إلى ريال مدريد، ليسجل ثاني مشاركاته الدولية وذلك بدلا من رافينيا.
شارك أيضا جويلنتون بدلا من جابرييل ماجاليس في نفس التوقف.
وبعدما أمسك قدمه أكثر من مرة، كان لزاما على ليونيل ميسي الخروج في الدقيقة الـ78، ليخرج رفقة جوليان ألفاريز، ويشارك أنخيل دي ماريا، ولاوتارو مارتينيز بدلا منهما.
في نفس الدقيقة ردت البرازيل بدخول رافييل فيجا، ودوجلاس لويز بدلا من برونو جيماريش، وجابرييل مارتينيلي في آخر الحلول.
طرد وإثارة متأخرة
ولأن الطرد كان حتميا بعد الإنذارات الكثيرة، كان جويلنتون البديل صاحب النصيب في الدقيقة الـ81. كرة مشتركة مع رودريجو دي باول أيضا، تهور فيها وضربه بدون كرة، ليخرجه الحكم التشيلي بييرو مازا مطرودا.
باقي دقائق المباراة مرت دون خطورة كبرة رغم المحاولات البرازيلية، ليبدأ جمهور البرازيل مغادرة الملعب في الدقيقة الـ82، وترد جماهير الأرجنتين بترديد أغنيتها الشهيرة ” برازيل أخبريني كيف تشعرين، ميسي سيقودنا للكأس ومارادونا أفضل من بيليه”.
انتهى اللقاء بفوز الأرجتين في النهاية بهدف مقابل لا شيء، ليرتفع رصيد راقصو التانجو إلى 15 نقطة مستعيدين صدارة ترتيب التصفيات، فيما تجمد رصيد البرازيل عند 7 نقاط في المركز السادس.