أيام الطالبية | رواية واقعية تأخذك إلى عالم من الإبداع
طرحت الهيئة العامة للكتاب رواية أيام الطالبية في الأسواق من خلال منافذ الهيئة بالقاهرة والمحافظات بإعتبارها أحدث إصدارات الهيئة .
أيام الطالبية من تأليف الكاتب الصحفى الكبير عادل سعد صاحب التاريخ الإبداعي الحافل فى بلاط صاحبة الجلالة .
وشارك المؤلف جمهوره مقطع يعبر عن مدى عمق الرواية ودقة تفاصيل مقطوعة أدبية من طراز فريد جاء فيها:
“حلمت كثيراً بأن تعيش هناك.حيث لا أحد تبرُز من فمه أسنان سوداء سيئة وكل شخص لديه مرحاض.
أطفالك تلتصق بطونهم بعظام ظهورهم.ويطل رأسك من كفن.
وامرأتك يتدلى ثدياها الخاويان من الجلباب.
وكل أمر زائل، والمخبر السري الذى يمشى وراءك سيموت،سيدهسه قطار أو يحرق السم الناقع بطنه، أما الضابط الذي بصق عليك ولم تجد شيئاً لتفعله.فسوف يمسح الذباب رجليه على لسانه.
التقطوك من الشارع، وكنت تتحدث مع نفسك. وتلك تهمة نسأل الله العزيز أن ينجيك منها، وأن يقيّض لك منْ يشهد بأنك لم تفعل. ولقد هرول خالك وأعمامك لتوقيع إقرار بعدم التحدث مع نفسك مرة أخرى أو مع الناس.
تلك مصائب النزق ياولدي وطريق الهُلك، وأنت من ذوي الركب المكشوفة.خطواتك صامتة وتمضغ ثيابك جوعاً لتبنى سلماً للسماء ولا أرض تحتك.
ويا بنى لا تعارض منْ إذا قال فعل، تلك بلادهم يا ولدي. ونحن عبيدهم.
أنت لست مريضاً. اركض. واختبيء تحت الأرض كالفئران. وعليك بحصاد الحزن. اتقاء لشر الفرح.
شيوخك كفار.ويومك ميتُ وبيتك فى قبضة العنكبوت.وروحك في الجوف لم تسترح.
تزوجت بامرأة عشت معها ولم تروِ ظمأها فى السرير.ينكسر سكون الليل ونحيبها لا ينقطع. تنوح على نفسها التي لم تعرف في الدنيا غيرها.
ويتجدد في نفسك رجاء بأنك لم تعد تبدو كما كنت في الليلة الماضية.
غامت عيناك بغشاء من الإجهاد، تتبول كثيراً وتراكمت أكوام من الطوب على بطنك.كم تبقّى من عمرك يا ترى؟.
لم يولد الصبح بعد.وهناك رجل ميّت مُلقى على الرصيف،ذراعاه منطرحتان وبطنه انكشف.
وفي آخر المساء.. يمر الموت من هنا وحيداً.
من كثرة الإرهاق.. ومن الملل.. يعود متعباً ومجهداً.. ويترك بعض الذين ينبغي أن يقطف أرواحهم.. يدورون حول أنفسهم”.