كُتاب الكيان

أيمن عطية يكتب: “أحب ألمع الذاكرة” !

إذا كنت ممن أعجبك العنوان أو أثار فضولك، فسريعا أخبرك بأن من كان يكرر هذه العبارة هو الزعيم الراحل ياسر عرفات.

 عندما كان يسأله أحدهم عن سبب تكراره بعض العبارات من قبيل يا جبل لا يهزك ريح أو ع القدس رايحين، أو تكراراه العبارة الواحدة 3 مرات متتالية، وما شابه ذلك.

 وهنا نقول لصاحب الفضول أو من جذبه العنوان نشكرك عند هذا القدر من القراءة أما من يعنيهم أمر الراحل العظيم عرفات فالأمر قد يستحق منه الانتظار قليلاً.

-على قدر ما تبدو هذه الكلمات من أبو عمار بسيطة على قدر ما لها من أهمية.

ففي غمار ما نواجه من مشكلات على مدار اليوم والساعة أفراداً ودولاً وارد جدا أن يقل اهتمامنا بقضيتنا الأولى والأهم.

فليس منطقيا أن الاشقاء في ليبيا الآن على قدر اهتمامهم بالقضية الفلسطينية الذي كانوا عليه قبل انفجار العنف والنشغال السياسي الحالي، وكذلك الأهل في السودان أو اليمن.

وأمام مثل هذه الحالة يصبح لزاما على الأشقاء الفلسطينيين تلميع ذاكرتنا، وكذلك الأمر بالنسبة لنا نحن فكلنا مطالبون بتلميع الذاكرة، وربما كلمة أو عبارة تعلق بالذهن تصبح قادرة على تحريط مشاعر وتفعيل مواقف.

كلنا نذكرعبارة ابو عمار”جئتكم بغصن الزيتون في يد وببندقية الثائر في يد، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي”.

 ومجرد ذكر هذه العبارة نذكر صاحبها والسياق الخاص بها،والأمثلة تتعدد وكان بين أواخرها “يا جبل ما يهزك ريح”، وغيرها وغيرها.

السؤال الآن، من يلمع ذاكرتنا؟ فأمام الراحل ابو عمار كانت قنوات الاتصال مفتوحة وعاشقة له.

 وحين كان الراديو هو فارس الإعلام الأول، كان الرجل حاضرا عبر إذاعات مصر المختلفة وأولها صوت العرب.

 وحين عرف العالم البث الفضائي المرئي كان الرجل حاضرا والجميع يسعى من أجل دقيقة فيديو أو تصريح منه، وكان الرجل ماذا يقول ولمن, وحتى لا يساء الفهم فإن الرئيس محمود عباس هو ابن الثورة الفلسطينية وهو واحد من كبار رفاق عرفات .

ولا أسعى باي شكل من الأشكال في التشكيك بكفاءته لأني أطرح الأمر للنقاش من أجل بلوغ الهدف الذي نتفق عليه زهو تلميع الذاكرة كي تبقى فلسطين عند مكانتها وصولاً إلى تحريرها.  

هنا لابد من الاعتراف بأن مشكلات عدة تحول دون تلميع ذاكرتنا ونذكر منها على سيبل المثال…

إعلامنا العربي الذي لم يعد مفتوحا امام الفلسطينيين وإن فعلها لفريق دون آخر.

 وثانيا أن إعلامنا العربي أصبح مفتوحا أمام الإسرائيليين وكأن القصة قد انتهت وفلسطين قد عادت والقدس عاصمة لها.

 وثالثاً أم منا من مل تكرار المعاني والكلمات التي ترددها وسائل الإعلام وهذا واحد من أهداف الطرف الآخر.

فهو يعول على وصولنا حد الملل ومن ثم اليأس وبعد ذلك بيطبيعة الحال التسليم وخامسا ظهور فريق في أمتنا يتصور أن من المصلحة فتح طرق تعاون مع دولة الاحتلال وأن هذا يقود إلى إمكانية التأثير عليها وعلى من يقفون خلفها.

 بغض النظر عن مدى صحة رؤية هذا الفريق إلا أن هذا واحد من العوامل التي تستدعي منا جميعا إعمال مدأ الزعيم الراحل ياسر عرفات بضرورة تلمع الذاكرة، تلميعها بأن هناك وطناً مغتصبا بفعل عدوان ومؤمرات دولية.

 وأن قرارات الدولية أقرت بدولة على 41بالمائة من أرض هذا الوطن وأننا قبلنا لاحقا ب22 بالمائة فقط ورغم كل هذه التنازلات المتتالية لا يزال المغتصب يماطل ويعتدي ويبني المستوطنات ويأسر أبناء فلسطين..

تلميع الذاكرة بأننا خدعنا حين قدمنا التنازلات وفق وعود لم يف بها أصحابها، تلميع الذاكرة بأن هؤلاء لم يقدموا شبرا إلا تحت ضغط المقاومة والنضال الفلسطيني المدعوم عربياً ولم يذهبوا إلى السلام قط من اجل السلام كقيمة إنسانية…

 فلنلمع ذاكرتنا وفق تعبير أبو عمار ومن لم تعجبه الكلمة فليأخذ بالمبدأ الذي يعرفه “وذكر” …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى