حوادث و قضايا

الحكومة تستعد لموسم الأمطار.. تطهير مخرّات السيول وفحص كفاءة المعدات بالمحافظات.. رئيس مركز التغيرات المناخية: توقعات بأمطار تصل لحد السيول.. خبير موارد مائية: جهود كبيرة مبذولة

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

خبير تنمية محلية: يجب تجهيز مخرات السيول وتنظيفها بطريقة جيدة وبناء حواجز إضافية

خبير اقتصادى: الاستفادة من مياه الأمطار يوفر على مصر ملايين الدولارات

«هنغرق في شبر ميه» مثل شعبي يتحاكى به المصريون في حالة عدم تصريف الأمور، ولكن الحال في موسم الأمطار ليست كذلك، حيث تستعد الحكومة عبر المحافظات المختلفة باتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات والسدود والمصارف للحفاظ على ثروة المياه المهدرة التى تقدر ب1.3 مليار متر مكعب سنويًا.

ويري الخبراء أهمية الحفاظ على مليارات الأمتار من المياه واستغلالها بشكل كبير في عمليات الزراعة خاصة أن مصر تعاني من الفقر المائي ناهيك عن الإجراءات التي تتخذ من قبل سد النهضة وزيادة حالات الجفاف كناتج طبيعي من تأثيرات التغيرات المناخية.

وطالبوا باستغلال كميات المياه المهدرة في الزراعة واستصلاح مساحات جديدة لزيادة الإنتاج الزراعي، في أماكن عديدة مثل أرض غرب المنيا والوادي الجديد  وتوشكى وزراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية من الحبوب الزراعية مثل القمح والذرة والأرز لتقليل فواتير الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي.

جدير بالذكر أن المحافظات تستعد لموسم سقوط الأمطار والسيول، بدءًا من مراجعة موقف كل السدود المنفذة، مرورًا بسلامة الجسور، وتطهير شبكات الصرف والمجارى المائية، وصولًا إلى وضع برنامج للتصرفات يتناسب مع فترة فصل الشتاء عن شبكتى الترع والمصارف.

وشكلت وزارة التنمية المحلية لجانا تنسيقية للمرور على التجهيزات والتمركزات الخاصة بالتعامل مع السيول والأمطار وحالات الطوارئ مع مراجعة محطات الصرف الزراعى وتطهير الترع بالتنسيق مع الإدارات العامة للرى بالمحافظات.

حيث قال اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، إنه تتم مراجعة موقف المعدات الخاصة بإدارة الأزمات والطوارئ وتجهيز مراكز الشبكة الوطنية لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة بالمحافظات، ومتابعة جاهزية محطات الرفع ومراكز الطوارئ التابعة لمصلحة الميكانيكا والكهرباء، مشددًا على أهمية الانتهاء من صيانة ورفع كفاءة وإصلاح كل المعدات الموجودة على مستوى كل محافظة والمديريات الخدمية، لتكون جاهزة للعمل بنسبة ١٠٠٪.

استعداد المحافظات

ففى سوهاج، ذكر اللواء طارق الفقى، محافظ سوهاج، أن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة انتهت من مراجعة جميع مخرّات السيول، بالإضافة إلى ٢٣ سد إعاقة، والتأكد من جاهزية تلك السدود لاستقبال أى أمطار أو سيول، وتطهيرها من الحشائش والمخلفات وأى عوائق أو تعديات تمنع سريان الماء بها، منوهًا بأنه تم التأكد من الحالة والصلاحية الفنية لجميع المعدات والإمكانات المتاحة بجميع الجهات، وإجراء حصر دقيق لجميع المعدات الخاصة بأعمال الإغاثة طرف كل جهة.

وفي مرسى مطروح، أعلن العميد عمرو عبد المجيد، رئيس المدينة، اصطفاف معدات وسيارات الحملة الميكانيكية بمجلس مدينة مرسي مطروح بمنطقة روميل، لمتابعة مدى الاستعداد لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية والأمطار والسيول.

وذكر “عبد المجيد”: إن الهدف من الاصطفاف هو الوقوف على مدى استعداد معدات وسيارات مجلس مدينة مرسي مطروح لمواجهة السيول وجميع الأزمات والكوارث والسيطرة عليها، ومراجعة جاهزية كل المعدات للسيطرة في حالة طوارئ، لتكون على أهبة الاستعداد للتعامل مع أزمة أو كارثة طبيعية وربط المدينة بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة.

وفي محافظة أسيوط، ذكر المهندس على الشرقاوى، رئيس مجلس الإدارة، إن اللجنة أشادت بكفاءة معدات الشركة بنسبة وصلاحية تصل إلى ٩٨٪، نظرا لجدارتها وجاهزيتها التشغيلية والفنية، بالإضافة إلى جاهزية فريق العمل من الموارد البشرية وفرق الصيانة العاملين عليها.

في السياق نفسه، أوضح اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه تمت مراجعة كل المخرّات الصناعية، والمرور على الأودية الطبيعية وإزالة أى تعديات بها، حيث تم تطهير ٣٦ مخرًا للسيول، ورفع كفاءة الحالة الفنية للمعدات.

واصطفت أجهزة ومعدات إدارة الأزمات ومواجهة السيول والأمطار التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بشمال وجنوب سيناء،  وذلك للتأكد من جاهزيتها استعدادًا لموسم الشتاء، تنفيذًا لتوجيهات اللواء خالد عزيز رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بشمال وجنوب.

وأكد المهندس  محمد لطفي الكريمي مدير عام منطقة العريش، أن تجهيز المعدات لمجابهة الأزمات والكوارث بالجهود الذاتية، واتخاذ بعض الاجراءات الخاصة لرفع درجة الاستعداد لمجابهة الأزمات والكوارث والمراجعة الدورية لجاهزية وفاعلية جميع الأجهزة، كما وجه بضرورة رفع كفاءة العاملين وتنفيذ برامج التأهيل والتدريب اللازمة لمجموعات العمل.

بينما أجرت الإدارة العامة للمياه الجوفية، بالتنسيق مع إدارة الأزمات بديوان عام محافظة البحر الأحمر، زيارات متكررة ومتتالية على مشروعات السيول المختلفة التى تم إنشاؤها لحماية الممتلكات العامة والخاصة من أخطار السيول بالبحر الأحمر، وذلك تنفيذا لتعليمات الجهات المختصة للتأكد من سلامة تلك المشروعات لاستقبال موسم الشتاء الذى يشهد سقوط أمطار وسيول غزيرة بسلسلة جبال البحر الأحمر على فترات غير متقطعة.

وتوقع الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز التغيرات المناخية، أن يشهد فصل الشتاء ٢٠٢٤ حالات جوية متطرفة وعنيفة، وزيادة عمق المنخفضات الجوية التي تساعد على ظهور العواصف الرعدية الشديدة، وقد تتسبب فى وقوع السيول على بعض المناطق ذات الطبيعة الجغرافية المختلفة مثل سلاسل جبال البحر الأحمر ووسط سيناء وسانت كاترين.

وكشف فهيم في تصريحات صحفية أنه من المتوقع أن يشهد الطقس خلال فصل الشتاء موجات صقيع أواخر شهر ديسمبر وطوال شهر يناير، وتتوافر فرص سقوط الأمطار المتوسطة والغزيرة، وقد تتشكل سيول فى منطقة الظهير الصحراوى للوادى والدلتا وسيناء والساحل الشمالي.

ومن المتوقع زيادة فرص تساقط زخات البرد بأحجام أكبر من المعتاد، وزيادة غير اعتيادية فى الشبورة المائية والضباب وزيادة الرطوبة الجوية والرطوبة الحرة (الندى) خلال الساعات الأولى من الصباح.

وأرجع فهيم تغير حالة الطقس سواء موجات الحر الشديدة فى فصل الصيف أو تأخر الشتاء وموجات البرد القارسة إلى التغيرات المناخية والاحتباس الحراري الذي يعاني منه العالم.

تدارك أخطاء الماضي

وفي هذا يقول الدكتور حمدي عرفة خبير التنمية المحلية، أن أزمة السيول ليست وليدة اللحظة موضحًا أنها موجودة منذ مئات السنوات خاصة في بعض المحافظات الساحلية مثل محافظة الإسكندرية وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر وبعض محافظات الصعيد لذلك لابد من وجود حلول قوية وسريعة لتدارك الأخطاء الماضية التي كانت وما زالت تحدث بسبب السيول والأمطار خاصة أن تلك الأمطار تكلف الدولة خسائر كبيرة للغاية.

وأضاف عرفة، في تصريحات خاصة لـ”البوابة”، أن أهم خطوة لابد من اتخاذها سريعا استعدادًا لموسم الأمطار  تجهيز مخرات السيول وتنظيفها بطريقة جيدة إلى جانب بناء مخرات وحواجز إضافية للمساعدة في التحكم في مياه الأمطار بصورة أفضل خاصة أن التغيرات المناخية التي طرأت على العالم مؤخرا أدت إلى تقلبات عديدة في زيادة معدلات الأمطار مؤكدًا على زيادة معدلات السيول والأمطار خلال المرحلة المقبلة.

وأشار عرفة إلى أن العام الماضي شهد كميات غير مسبوقة من الأمطار حيث تخطت كميات الأمطار خلال العام المنقضي إلى أكثر من  ٦٠٠ ألف كيلو متر مكعب من المياه مما سبب خسائر عديدة سواء كان في المنازل أو السيارات المنجرفة بسبب المياه أو في البنية التحتية بشكل عام.

وتابع عرفة أن  مياه الأمطار والسيول له عامل سلبي وعامل إيجابي حيث من الممكن الاستفادة من كميات الأمطار في العديد من المجالات سواء كان في الزراعة أو الصناعة او غيرها خاصة أن هناك دولا عديدة استفادت بصورة أكثر من جيدة من مياه الأمطار في الكثير من المجالات خاصة في مجال الزراعة بالاعتماد علي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وريها عن طريق مياه الأمطار.

مياه الأمطار ثروة قومية

بينما يقول الدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية، أن هناك جهودا كبيرة مبذولة في ذلك الملف لتخطي الأزمات السابقة عن طريق إنشاء مخرات وسدود جديدة بطرق حديثة لحماية المنشآت خاصة أن هناك طرقا جديدة لاستخدام تلك المخرات والسيول عن طريق استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد خاصة في استخدام مياه الأمطار حيث من الممكن أن يتم تخزينها والاستفادة منها في العديد من المجالات بصورة أفضل من إهدارها دون الاستفادة منها مؤكدًا أن مياه الأمطار تعد ثروة قومية لابد من الاستفادة بكل قطرة منها.

وأضاف شراقي، أن هناك أماكن ومحافظات معينة متوقع هطول كميات كبيرة من الأمطار فيها لذلك لابد من دراسة تلك الأماكن جيدا والاستعداد لكل الظروف خاصة أن لدينا الإمكانيات التي تؤهلنا أن نستفيد بكل قطرة مياه خاصة في محافظات شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر، لذلك طالبنا مرات عديدة بأن تكون هناك لجنة متخصصة في ذلك المجال لدراسة وبناء عدة سدود في ذلك الأماكن.

وأوضح شراقي، أن مصر يوجد بها العديد من مخرات السيول والسدود إلى جانب وجود عدد كبير من الخزانات الأرضية تصل إلى ١٧٥خزانًا أرضيًا  يسعون كميات كبيرة من المياه حيث تصل استيعاب تلك الخزانات إلى أكثر من ١٠٠ متر مكعب بتكلفة تخطت ١٥ مليون جنيه تعمل على حصاد مياه الأمطار لزيادة الرقعة الزراعية وتوفير مياه الشرب.

مخرات السيول في الصحراء الشرقية

ويبلغ عدد الأودية “مخرات السيول” الرئيسية بالصحراء الشرقية ويصب في البحر الأحمر ٤١٤ واديا، بالصحراء الشرقية ويصب في وادي النيل ١٥٦ واديا، وفى سيناء ١١٤ تصب في البحر المتوسط وخليج العقبة وخليج السويس، والساحل الشمالي وتصب في البحر المتوسط ١٥٧ واديا.

١٦٠ سدا لمواجهة خطر السيول والأمطار

وكانت قد أعلنت الحكومة سابقا أنه تم الانتهاء في المرحلة الأولى من تنفيذ ٦٣٣ منشأة، بسعة تخزينية تصل إلى ٢٦٦.٣٤ مليون م٣ استعدادا لتخزين المياه.

وتم تنفيذ ١٦٠ سدا، و٣٠٧ بحيرات صناعية، و٣٩ جسر حماية، كما تم تنفيذ ٩٣ حاجزا وقناة صناعية وتأهيل وإنشاء مخرات سيول لـ ٣٤ مخرا استعدادا لمجابهة الأمطار والسيول.

استغلال مياه الأمطار في الزراعة

في السياق ذاته؛ يقول الدكتور خليل المالكي الخبير الزراعي، أنه خلال السنوات الماضية تم استصلاح أراضٍ زراعية في أماكن عديدة مثل أرض غرب المنيا والوادي الجديد وتوشكى وغيرها من الأماكن التي تم فيها استصلاح أراضٍ عديدة، ولكن هناك أزمة كبيرة تواجهنا في زراعة تلك الأراضي من بين تلك الأزمات ندرة المياه وعدم وجودها بصورة كافية مما يعيقنا عن زراعة تلك الأراضي.

وأوضح “المالكي”، في تصريحات خاصة لـ”البوابة”، أنه لو تم استغلال مياه الأمطار بصورة صحيحة عن طريق تخزينها بصورة جيدة والاستعداد بشكل أفضل لاستقبال الأمطار سوف نستطيع من زراعة جزء من تلك الأراضي عن طريق مياه الأمطار.

وأضاف أن وجود طريقة جديدة للزراعة بمياه الأمطار سوف يوفر علي الدولة مليارات الجنيهات التي نستورد بها محاصيل زراعية من الخارج خاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار وكسرة حاجز الثلاثين جنيها في البنوك بشكل رسمي فيما جاوز الـ٤٥ جنيها في السوق السوداء مما يعني أن الواردات الزراعية تكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة خاصة.

وتابع بأن هناك محاصيل زراعية عديدة تأثرت بسبب قلة المياه مما اضطررنا لتقليل زراعة بعض  تلك المحاصيل مثل الأرز وغيره، لذلك لابد من وجود حلول سريعة للاستفادة من ظاهرة السيول باعتبارها أحد مصادر المياه العذبة التي تصلح للزراعة أو الصناعة أو غيرهما من المجالات.

وأوضح المالكي: لابد من تكاتف جميع الجهات المسئولة في ذلك الملف سواء كان وزارة التنمية المحلية أو وزارة الزراعة أو غيرهما من الوزارات التي تعد شريكا أساسيا للاستفادة بكل قطرة مياه خاصة وزارة التنمية المحلية والقيام بدورها في تركيب شبكات صرف مياه الأمطار للاستفادة منها.

استغلال الإمكانيات للاستفادة من تلك المياه

ويقول الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، أن مصر تمر بأزمة كبيرة في المياه مؤخرا في العديد من المجالات خاصة في مجال الزراعة الذي أثر بالسلب على بعض المحاصيل الزراعية مما أدى قلة الإنتاج، وبالتالي تم زيادة الواردات الزراعية لذلك فإن مياه الأمطار هي مورد من مصادر المياه لابد من الاهتمام الجيد به ووضع مياه الأمطار بأنه مصدر مهم للمياه يجب الاستفادة منه بعد أزمة المياه.

وأضاف “الشافعي” في تصريحات خاصة لـ”البوابة”، أن خبراء الأرصاد الجوية تؤكد أن البحر المتوسط دخل في مناطق عواصف وأعاصير خلال الفترة الأخيرة لأسباب عديدة من بينها التغيرات المناخية التي كانت جزءا أساسيا في تقلبات الجو، لذلك لابد من وجود سيستم وخطة جديدة تعتمد إنشاء سدود وتغيير مصارف المياه في الطرق للاستفادة منها.

وأوضح أن الاستفادة من مياه الأمطار يوفر للدولة ملايين الجنيهات سواء كان في المحافظة على البنية التحتية أو توفير الملايين التي نستورد بها منتجات زراعية والاستفادة من مياه الأمطار في زيادة الإنتاجية وترشيد استخدام المياه.

وتابع الشافعى، أن حجم المياه التي تستفيد منها  مصر قليلة للغاية مقارنة بحجم الأمطار التي تسقط في مصر حيث تتخطى كمية الأمطار التي  تتساقط على مصر أكثر من مليار متر مكعب من المياه  دون الاستفادة منها بالشكل المطلوب خاصة أن استغلال الإمكانيات المتوافرة لدينا في استخدام تلك المياه سنصبح في مكانة أخري خاصة أن مصر تعد من الدول التي تنزل عليها أمطار غزيرة خاصة علي المحافظات الساحلية.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى