كتبت: إسراء مدحت
حالة من الغضب الواسع أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي ، و تصدر هاشتاج “اسحبوا فيلم اميرة ” تريند جوجل تويتر معتبرين أنه يسئ إلى الأسرى في فلسطين والاردن.
يتناول موضوع تهريب نطف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، عدة تهم من بينها “الإساءة للأسرى وللأبناء المولودين من تلك النطف” والذين يطلق عليهم لقب “سفراء الحرية” وأنه يدعم “الرواية الإسرائيلية” بشأن تهريب النطف، الذي يعتبره الفلسطينيون شكلا من أشكال النضال.
يروي الفيلم قصة أميرة، التي ولدت من نطفة مهربة من سجن إسرائيلي لتكتشف بعد سنوات أن النطفة لضابط إسرائيلي وليست لأسير فلسطيني كما كان يُعتقد.
الفيلم من كتابة وإخراج المصري محمد دياب وبطولة النجمة الأردنية صبا مبارك والممثلة الفلسطينية الأردنية تارة عبود في دور أميرة والممثلين الفلسطينيين صالح بكري وزياد بكري وعلي سليمان. والفيلم إنتاج مصري أردني فلسطيني مشترك.
رئيس هيئة الأسرى الأردني قدري أبو بكر قال : أن الأردن قرر رسميًا وقف عرض فيلم “اميرة” المسيئ للأسرى في عمان ومنعه من التداول، بعد تواصل بين وزيري الثقافة الأردني والفلسطيني.
وأعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية، أن إنتاجَ ما يسمى بفيلم “أميرة” الذي يعتدي ويسيء بكل وضوح لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي العظيم، حيث يتناول عملية تهريب “النّطف” من سجون الاحتلال بشكل مهين .
وأكد وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف أن الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية.
وأضاف أبو سيف أنه تم قبل أكثر من ثلاثة أسابيع عقد اجتماع حضوره مكونات الحركة الوطنية والأسيرة من اجل تداول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل التصدي للتداعيات السلبية لمثل هذا الفيلم.
وخاطبت في حينها وزارة الثقافة الأردنية بالشأن وبعد ذلك تم التواصل مع الهيئة الملكية للأفلام وتوضيح ما يشكله الفيلم من إساءة ومساس بقضية مقدسة.
و كما حذَّر أبو سيف في رسالته من تداول هذا الفيلم الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسيء لِأُسَرِهم بعدَ إنجابهم الأطفالَ من عملية تهريب النطف التي أساء لها الفيلم بكل وضوح.
وطالب أبو سيف من وزارة الثقافة في الأردن الشقيق ومن الجهات الرسمية أن تنظر بخطورة إلى تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء.
وقال الدكتور عاطف أبو سيف: “إن هذا العمل يسيء بطريقةٍ لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي نعلم جميعًا مدى قدسيتها وأهميتها على المستويين الشعبي والرسمي وعلى المستوى القومي”.
وتابع أبو سيف، بأن الفنان هو صوت قضيتنا الوطنية الفلسطينة ورافعة من روافع المواجهة مع الاحتلال ومع من يستهدف قضايانا الوطنية المقدسّة، وهذا هوالدور الطليعي والطبيعي الذي شغله المثقف والفنان والكاتب الفلسطيني منذ فجر صراعنا مع الاحتلال.
وختم أبو سيف بالقول إن مهمة الفنان الحقيقية هي الانتصار للقيم والمثل الإنسانية العليا وإن إرادة الأسير الفلسطيني وهو يتحدى كل سياسات إدراة السجون بالإصرار على الحياة من خلال هذا الفعل البطولي الخارق في تهريب النطف حتى تستمر الحياة رغم أنف السجان لهو عمل يستحق الثناء والإنحاء تقديراً لهذه المعجزة البطولة. وإن الفنان الوطني عليه أن يلتزم بقضايا شعبه لا ان يسيء لها.