ملتقى الإبداع

بليغ بدوي يكتب: جينات النذالة الوراثية

هل النذالة وراثة؟

         أعتقد ان النذالة صفة مكتسبة يقابلها إستعدادات جينية للنذالة و الخسة خامدة  لدى الشخص تظهر نشاطها  عندما تجد الظروف المناسبة، فالطبيعة و الفطرة البشرية ترفض القبح و تهوى الخصال الحميدة، و النذالة صفة قبيحة يرفضها العرف والتربية الصحيحة، ولا يقف جانبها أى دين أو ملة، إذن لماذا يوجد الأنذال فى مجتمعنا؟ و كيف تتسلل النذالة إلى شحصية المرء لتسيطر عليه و يصبح نذلا محترفا فنون النذالة و الوضاعة

 و الخسة؟

    حاولت جاهدا أن أبحث عن معانى النذالة عند العرب و فى كتب اللغة و كل ماكتب عن النذالة و النذل فى الكتب، فأعجبنى هذا الوصف و هذه الكلمات المعبرة الواضحة عن النذالة و الأنذال حيث

طبقت هذا الوصف على أشخاص مروا على فى حياتى أثبتت المواقف أنهم أنذال بدرجة “ممتاز” ، دعنا نقرأ تلك الكلمات. “النذالة رذيلة، بل “أم الرذائل”، وأبشع أنواع السقوط النفسي والأخلاقي•• ربما لأنها خصيصة عابرة لأحط الطباع والمواصفات، وجامعة لأردأ المثالب والقبائح والفضائح، وعائدة على أصحابها الأنذال بوافر العار والشنار والاحتقار، وعلى ضحاياها المخذولين والمنذولين بعظيم الوجع والفزع والفجيعة•”

يجد المتمعن لهذ الوصف أن النذالة صفة و ضيعة أنتقدها العرب فى أشعارهم، فهى تؤثر على أصحابها و على من تأثروا بتلك  النذالة و أصابهم الوجع و الحزن جراء ما تعرضوا له من حقارة الأنذال.

  “النذالة سباحة في مستنقع الخسة، وقراءة في قاموس الغدر، وسياحة في خارطة الدجل، وهبوط في مدرج الجبن، وسقوط في أحضان الخداع والتدليس، ودوام يومي في مدرسة الجحود ونكران الجميل ونسيان المعروف•” إذن  يمكن تعريف النذالة بأنها نكران الجميل و نسيان المعروف و الغدر و الخداع و التدليس .

   معجمياً ماهو النذل أو النذيل؟!

” النذل هو الخسيس من الناس، والمحتقر في كل أحواله، والساقط في حسبه أو نسبه أو دينه أو فعله•• إما النذل، في ميزان الأمر الواقع ومكيال الفعل المضارع، فهو الأناني حد التخمة، والمتذبذب وفق الظروف، والمتقلب ابتغاء المكسب والمنصب، والمتذلل للقوي والمتجبر في الضعيف، والمتنكر للشقيق والصديق عند الامتحان ووقت الشدة، والمترخص الساعي بين الناس بالدس والوقيعة والنميمة والتأليب وإيغار الصدور•”

لاحظت فى هذه الكلمات عبارة” الساقط فى حسبه و نسبه” و هذا يؤكد ان النذل شخص ينحدر من أصل خسيس، فأهل الرجولة يعتزون بنسبهم و حسبهم و أصولهم العريقة و سيرة أجدادهم، فعار عيهم أن يأتوا بفعل خسيس يلعنهم عليه الناس و يلعنهم التاريخ عليه.

       إذن هناك  ثمة إرتباط و تشابه بين النذل و الحيوان، و لكن ماهى الصفات المشتركة بين أنواع الحيونات المختلفة؟ ” النذل هو الحرباء التي تغير لونها كل ساعة، وهو العقرب التي تلسع على حين غرة، وهو الكلب الذي يستقوي على الصغار ويستخذي إمام الكبار، وهو الذئب الذي يأكل لحم أخيه الجريح حتى قبل موته، وهو الخنزير الذي يفتقد الغيرة والحمية حتى على أنثاه، وهو الثعلب الذي يجيد فنون المكر “

  واعجبتنى تلك الأبيات الشعرية:   “هيهات للـنذلِ أنْ يرقى إلى المجدِ** فسُـلَّمُ العـزِّ يأبـى صَـعْـدةَ الـوغْـدِ!”

فالمجد للرجال أصحاب النخوة، و الشهامة و المواقف المشرفة، أما الأنذال سيقعوا فى مزبلة التاريخ و لن يتذكرهم الناس بالخير، فسيرتهم مرتبطة بالخزى و العار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى