ينشر موقع “الكيان”، لقرائه، العادات والتقاليد التي تقام في ذكرى ميلاد الرسول الكريم صل الله عليه وسلم، حيث أيام قليلة وتحتفل الأمة العربية والإسلامية بميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يحتفل بذكرى ميلاده في شهر ربيع الأول، بإقامة عدة فعاليات عن سيرته العطرة من قبل الأزهر والأوقاف.
وتستمر الاحتفالات بذكرى مولد النبي الكريم، وعقد دروس وندوات للتعريف بسيرته، طيلة شهر ربيع الأول، يتخلل هذه الاحتفالات عادة شهيرة احتفظ بها المصريون منذ العهد الفاطمي، بشراء حلوى المولد النبوي الشريف.
تزدهر أسواق تلك الحلوى في جميع المحافظات، وتقبل الأسر على شرائها، ورغم الأزمات الاقتصادية العالمية، يبقى شراء حلوى المولد النبوي الشريف، عادة مصرية أصيلة.
الأسواق المتخصصة في العصر الفاطمي
انتعشت في العصر الفاطمي حركة الأسواق المتخصصة في القاهرة، فكانت أسوار المحروسة تحتضن أسواقًا للشموع “الشماعيين”، للنحاس “النحاسين”، للدجاج والطيور بأنواعها “الدجاجين”، سوق القمح “القماحين”.
الفاطميون أول من احتفل بذكرى المولد النبوي
وفي هذا الصدد قال الدكتور أسامة السعدوني جميل، المتخصص في التاريخ المملوكي، مدير تحرير سلسلة التراث الحضاري بالهيئة المصرية للكتاب، إن الفاطميين أول من احتفلوا بتلك الذكرى، وازدهرت الأسواق المتخصصة كذلك في العصر الفاطمي، وكان أشهرها سوق “الشماعيين”، لبيع الشموع، التي كان يستخدمها الأمراء والأثرياء، كما كانت توفر الشموع لإنارة الشوارع، واستطلاع هلال شهر رمضان، وكانت الشموع تحمل على عجلات لضخامة حجمها.
سوق الحلويين
وأكد “السعدوني”، أن سوق الحلويين، لاقت رواجًا في العصرين الفاطمي والأيوبي، حيث كانت تصنع فيها الحلوى بصفة عامة، وحلوى “المولد النبوي” بصفة خاصة، وصممت منها أشكال متعددة، كـ “الحصان والعروسة”، وكانت تعلق على أبواب المحلات “الحوانيت”.
وزادت أهمية السوق –والحديث لا يزال للسعدوني- في العصر العثماني، الذي اهتم كثيرًا بالمذهب الصوفي ومؤسساته، وازدهر فيه الاحتفال بالمناسبات الدينية، ومنها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث كان الحكام يجلبون علماء الحديث والفقهاء، للاحتفال بهذه المناسبة في “قلعة صلاح الدين”.
وتوراثت الأجيال، الاحتفال بالذكرى، واهتمت بها مؤسسات الدولة المصرية، وعلى رأسها “الأزهر الشريف”، وخصصت ندوات ودروسًا وخطبًا للحديث عن سيرة ومعجزات سيد الخلق محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، لتذكير المسلمين بسيرته، واستغلال ذكرى مولده في نبذ الخلافات، والدعوة للتصالح وصلة الرحم.
شوادر بيع حلوى المولد النبوي
وتنتشر في أحياء القاهرة -خاصة الشعبية منها- منذ القدم بوجود مصانع مخصصة لصناعة تلك الحلوى، في أحياء باب الشعرية والسيدة زينب، وغيرهما، ولكن الأسر المصرية مؤخرا، أصبحت تقبل على الشراء من الشوادر، فمعظمها تباع فيها الحلوى بأسعار مخفضة، لأنها تكون مدعومة من المبادرات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني.
وفي السياق ذاته، أكد أحمد سعيد، مواطن من حي الوايلي، أن تلك الشوادر سهلت كثيرا على المواطنين، فكرة الذهاب للمصانع ومحال الحلويات الشهيرة، والتي تلزمك بشراء علبة مغلقة، قد تكون باهظة الثمن، أما الشوادر فهي مدعومة، ويختار رب الأسر منها ما يحتاجه فقط من أنواع الحلوى المحببة لأسرته.