تعرف على معنى التحيات في الصلاة
ينشر موقع “الكيان”، لقرائه، التفاصيل الكاملة لمعنى التّحيات، حيث أن كلمة التحيات تجمع كل معاني التّعظيم لله -عز وجل-.
فهيَ كلّ قولٍ أو فعلٍ دالّ على التّعظيم من التّحميد، والتّهليل، والتّكبير، والقيام، والركوع، والسجود، والدّعاء، وهذه التّحيات خالصةٌ لله -تعالى- ليس لأحدٍ فيها شيء.
ومن ثم عطف عليها الصّلاة، فهو المستحقّ وحده بأن يُصلّى له، وقيل المقصود بالصّلوات جميع الدعوات، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ).
وقيل معناها الصّلوات الخمس، والطّيّبات هي كلّ الأعمال الخالصة والكلمات الطيّبة التي تتضمّن الحمد والثّناء والتّمجيد، فكلّ عملٍ طيّب وقولٍ طيّب لا يكون إلا لله وحده.
ومن ثُمَّ جاء السّلام للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بكاف الخطاب، وهذا ممّا يُقال في حياته وبعد مماته.
كما أنّه يَجعل حواسّ المُصلّي ومشاعره في شوق للنبيّ وكأنَّ الشخص يخاطب النبيّ -عليه الصلاة والسّلام-، فكاف المخاطبة؛ لأنَّه وإن لم يكن حاضرًا عند المُصلّي لكنّه حاضرٌ في قلبِه وإيمانه.
والسّلام هو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه الدّعاء بالسّلامة من كلِّ آفة ومكروه، وهي صيغة إلقاء التّحية بين المسلمين.
ثم يعمّ المصلّي عباد الله الصالحين كلّهم بالدعاء، من الإنس والجن والملائكة، ثم يقرَّ بالشّهادة الجازمة الدالّة على وحدانيّة الله -تعالى-.
وهي كلمة الإسلام التي لا يدخل أحد الإسلام إلا بها، ومن ثُمَّ الشّهادة للرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- بعبوديته وتشريفه بالرّسالة الّتي أكرمه الله -تعالى- بها، فالسّلام على الرّسول أمرٌ من الله -تعالى- لعباده.
والإتيان بالسّلام على النبيّ لا يَسقط أبدًا، فهيَ من أصل التّشهد، بخلاف السّلام على عباد الله، فالإتيان به سنّة.
قال -تعالى-: (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ثمّ يُصلي المسلم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصلاة الإبراهيميّة إذا قرأ التشهّد الأخير في الصلاة، وتكون الصلاة الإبراهيمية.
كما علَّم الرّسول -عليه الصلاة والسّلام- أصحابه: (قِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكيفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). ثُمَّ يتخيّر المُصلي بعد ذلك وقبل التسليم من المسألة ما شاء من أمور الدّين والدّنيا.
موضع التحيات في الصلاة يكون التّشهد الأوّل في الصّلاة الثلاثيّة أو الرباعيّة بعد الركعة الثانية والجلوس لها سُنّة عند جمهور العلماء.
وهو واجب عند الحنفيّة بدليل الأمر به، ويُجبر بسجود السّهو عند نسيانه، واستدلّ الحنابلة كذلك على وجوبه بمداومة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على فعله، ويُسنّ عند الشافعية الإتيان بالصّلاة على النبيّ بعد التّشهد الأوّل بقول: “اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي”، وإذا تركها فعليه الإتيان بسجود السهو، ويُسنّ الإسرار بقراءة التّشهد باتّفاق الفقهاء.
ومن العلماء من قال بالاكتفاء بالتّشهد الأول؛ أي بقراءة التّشهد إلى الشهادتين فقط دون الزيادة عليه، وبهذا قال النخعيّ والثّوريّ وإسحاق وعطاء والشعبي.
وأمّا إذا جلس المصلّي في آخر صلاته فتُشرع الصّلاة على النبيّ بعد التّشهد الأخير، والّذي يكون في نهاية الركعة الأخيرة من الصلّاة، ثم يدعو الله بما شاء.
وقد جاء عن الرّسول -عليه الصلاة والسّلام- ما يدل على استحباب الدّعاء بعد التّشهد الأخير، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ، فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ: مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّالِ).
والإشارة بالسّبابة عند قول الشّهادة أمرٌ حسن، وهو قول أبي حنيفة، وتكون الإشارة من خلال قبض الخُنصر والبنصر، ويحلق الوسطى بالإبهام، ويُشير بالسّبابة.
وفي رواية أنَّه يَقبض الأصابع كلّها إلّا السّبابة الّتي يُشير بها، وقيل يَقبض الخنصر والوسطى ويترك السّبابة والإبهام، وأمَّا صفة الجلوس في التّشهد الأوّل فهي الافتراش*.
وهذا ما ذهب إليه الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة، وهيئة الافتراش تكون بالجلوسِ على الكعب الأيسر بعد أن يضجعها، ومع نصب القدم اليمنى، وذهب الحنفيّة إلى تورّك* المرأة؛ لِما فيه سترٌ لها، وذهب المالكيّة إلى التّورك في التّشهد الأول والأخير.