مصر

رئيس التحرير يكتب.. ليذهب ” المرجفون في المدينة” إلى الجحيم !

بقلم : محمد سويد

ذلك القلب النابض، والظهير الذي لا يخون ، والرهان الذي لا يخسر في ساحة الحرب، سلاحه الوعي وذخيرته اليقين، في جيشه وقدراته.. هم قوام جبهتنا الداخلية ، أنا وأنت وكل من تنفس هواء هذا الوطن وعاش على ترابه

قبل أن أستطرد في الوصف، وجب التنويه لماهية الجبهة الداخلية كما عرفتها وكيبيديا، أنها مصطلح يشير إلى القوة المدنية الشعبية للدولة أثناء حالة الحرب. وقد ضرب المصريون أروع الأمثلة في تماسك الجبهة الدخلية في أوقات عصيبة من تاريخ هذا الوطن،

فلا أمر من طعم النكسة واحتلال الأرض ولا أقسى من لحظات الانكسار التي عاشتها أجيال من هذا الشعب العظيم مؤمنة بجيشها -المهزوم- مصطفة خلف قيادته، رافضة لتنحي الزعيم جمال عبد الناصر. قدم المصريون فلذات أكبادهم طوعًا لساحة المعركة، دون أن يعلموا هل سيعودون أم لا، تضاعف الإنتاج الزراعي، وكادت أن تنعدم السرقات، كانوا على قلب رجل واحد فتحقق النصر المبين في السادس من أكتوبر عام 1973 ،

ولم يتوقف الأمر هنا، فلقد فاوض الرئيس الراحل أنور السادات أمريكا وإسرائيل، بظهير شعبي لم ينكسر، إلى أن رحل آخر جندى إسرائيلى عن طابا. اليوم.. ونحن نقف على حافة الحرب، تحاوطنا الفوضى شرقا وجنوبا ولا يخفى العدو التقليدي – جيش الاحتلال – مطامعه في أرض سيناء الغالية، يمارس حرب الإبادة الجماعية على حدودنا الشمالية، و يسعى للتهجير القصري لأهالي غزة لتصفية القضية الفسطينية، ولن ينال من أرض مصر قيد أنملة ما دام لها درع وسيف .

لم تتوقف مصر أو تتخلى يوما عن دعم القضية الفلسطينية، حربًا وسلاماً، ولم تجد مصر عبر تاريخها أغلى من أبناء القوات المسلحة، للدفاع عن الأراضي العربية ضد الاحتلال الغاشم منذ وعد بلفور عام 1917. أكثر من مائة ألف شهيد والآلاف من الجرحى والمصابين، حصيلة 4 حروب خاضتها مصر ضد إسرائيل في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973، دفاعا عن الأراضي العربية،

وحتى مع إبرام اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية، كانت القضية الفلسطينية حاضرة فى هذه الاتفاقية، على لسان الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي أكد على ضرورة أن يحل سلام عادل وشامل وأن تعيد إسرائيل كافة الأراضى التى احتلتها فى 5 يونيو 1967،

وفي خضم ذلك الواقع العالمى المتشابك ، والانحياز الفج ، والدعم الأمريكي والأوروبي اللا محدود، لحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة، بدم بارد لم تتوقف مساع مصر من اليوم الأول، لمحاولة وقف إطلاق النار، و إدخال المساعدات الإنسانية للأشقاء غير أن أصوات السلام يبدو أنها لم تعد تسمع هذا العالم الوقح .

نُجر إلى أرض المعركة جراً بمناوشات هنا وهناك، وقذائف طائشة، تغذي غرائز الانتقام وتدفع جبهتنا الداخلية نحو الغضب دفعاً، غير أننا واثقون في حكمة جيشنا وقوته في الرد المناسب، ماضون خلف قيادتنا صفا واحداً كالبنيان المرصوص في كل الاختيارات حربًا وسلامًا لنحيا كراما تحت ظل العلم.

وليذهب المرجفون فى المدينة إلى الجحيم، أولائك الذى يعيشون على هدم الأوطان، و يتغذون على نيران الفتنة، لا يريدون لكم خيراً، فلا تعطوهم أذانكم ولا تقع ضمائركم فرائس أصواتهم المأجورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى