الشرق الأوسط

رغم السخاء الغربي.. كييف تعتمد على نفسها عسكرياً وهذه التفاصيل

على الرغم من كل الدعم العسكري، الذي أغدقت به الدول الغربية على كييف منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط من عام 2022، فإن جديداً طرأ على هذا الملف.

فقد تبيّن أن كييف لا تعتمد فقط على المساعدات العسكرية الغربية لتنفيذ هجومها، بل تمكنت البلاد من تعزيز إنتاجها من الأسلحة والذخيرة من خلال إحداث تحول جذري في القطاع العسكري، في إِشارة إلى إطلاق القوات الأوكرانية صاروخ هاوتزر أوكراني من طراز “بوهدانا” باتجاه مواقع روسية بالقرب من باخموت بأوكرانيا، يوم الجمعة الماضي، وفقا لصحيفة “Liberation” الفرنسية.

استراتيجية أوكرانية

وأفاد التقرير بأن عدد التبرعات الغربية من المعدات العسكرية لأوكرانيا أصبح بالآلاف، ولهذا عملت كييف وفق استراتيجية تفصيل تلك المعدات لأقرب وحدة وفهم ماهيتها.

فمثلا، أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 1.5 مليون قذيفة عيار 155 ملم، في حين أن مقدونيا قدمت 31 دبابة T-72 منذ بداية الحرب، فقامت الفرق الأوكرانية بتشريح هذه الأرقام بعناية لفهم احتياجات أوكرانيا، وبناء عليه عملت كييف على تصويب المساعدات العسكرية الغربية بحسب حاجاتها.

وأوضحت المعلومات أن العامل الحاسم الأول في هذه الخطة هو أن الشركات الأوكرانية الخاصة أخذت زمام المبادرة، وبعد إعادة تدريبها، تولت تطوير وإنشاء جزء كبير من الترسانة العسكرية الأوكرانية.

خطأ بالمليارات في قيمة المساعدات الأميركية المقدمة لأوكرانيا

فبينما لا تمتلك أوكرانيا اليوم معدات وأسلحة محلية وسوفيتية في ساحة المعركة، بل تعتمد على الترسانة العسكرية الغربية، إلا أنها عملت على تحديث مجال تكنولوجيا الدفاع، حيث نقلت جزءا كبيرا من تطوير الأسلحة الغربية من القطاع العام إلى الشركات الخاصة، ما أدى إلى تغيير السرعة والنهج في إنتاج المعدات والأسلحة.

كما انتقلت إلى إنتاج المعدات العسكرية بأسلوب مرن، عبر تحديد مجموعة كاملة من المتطلبات والحلول قبل إنشاء المنتج، على ألا يتم الاختبار إلا بعد مرحلة التصنيع بالكامل.

ويتيح هذا الأسلوب وفق التقرير الفرنسي إلى تحديد أولويات المتطلبات الحرجة، وحل مشكلات معينة عند ظهورها، واختبار التطورات مباشرة في ساحة المعركة، وتحسين وظائفها بناءً على المواقف الحقيقية لا الظروف الاصطناعية، ما يوفر الوقت وهو العامل الأهم في ظروف الحروب.

500 يوم والمساعدات لم تتوقف

يشار إلى أنه وبعد أكثر من 500 يوم على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تواصل الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، تزويد كييف بمساعدات عسكرية متنوعة ومكثفة.

وشملت الأسلحة دبابات ثقيلة وأحدث أنظمة الدفاع، وأيضاً هناك مشاريع لتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات المقاتلة، وهو ما سعت كييف إلى تحقيقه باستمرار منذ بداية العام الجاري.

إلى أن أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو” في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، أمس الثلاثاء، عن خطة دفاعية شاملة لمواجهة موسكو ومساعدة أوكرانيا.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى