محمد سويد يكتب.. لاءات الحوار مع الرئيس
يبدو الحديث عن الإصلاح السياسي خيار المترفين، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الحالكة التي نعيشها، بينما هو بيت الداء، ودواء كل شقاء، فلا ترف في أن تتنفس هواءً نقياً، ولا تَزَيُّد في أن تنعم بحريتك في وطنك، أو أن تكون شريكاً في تحديد مصير أمتك.
اليوم وقد أهلتنا نسائم صيف سياسي رطبة، بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحوار سياسي شامل تتسع فيه مساحات الاختلاف والمعارضة على قاعدة وطنية، و تُبنَى على أُسُسِه، الجمهورية الجديدة، فليدلو كل صاحب فكر بدلوه
هكذا يُحدّثنا العقل عمّا يجب أن يكون، فيبحر حالماً فى فضاء المدينة الفاضلة، يُخشَى الاصطدام بواقع مغاير، لا يوقظ غفلته إلا ضياع الأرض والعرض، فما فائدة أن تكون قبطاناً لسفينة غارقة.
كلنا عاصر ما دُبِّر لمصر من فوضى
مرت علينا سنواتٌ عِجاف ، كان الدواء مُراً، والثمن باهظاً، دفعه كل المصريين من دماء أبنائهم، بحثاً عن الأمن المفقود، وتحملوا فاتورة إصلاح اقتصادي صعب، من مدخراتهم وقوت أبنائهم، فشاء الله لمصر ألا تركع ولا تجوع .
.
وحتي لا تتكرر المأساة ولا يضيع الوطن ، فلا مكان في هذا الحوار لأجندات خارجية تملى علينا صراحة أو بالوكالة، ولا تصالح مع كل من تلطخت يداه بدماء المصريين، سواء خطط أو دبر أو نفذ، ولا صوت لمن يحترفون الصراخ ويصنعون بطولات زائفة، ولا عودة لوظيفة الناشط السياسي، ولا حصانة لمناضلين الشاشات ودعاة الوطنية الذين يخوضون في أعراض الجميع، ويشوهون كل صوت مخلص.
وإن توارت خلف عبارات مُنَمّقة، تبقى أولويات الحوار تدور في فلك اتساع الأفق السياسي، وحقوق الإنسان، جميعها، سياسية واقتصادية واجتماعية، ومزيد من الإصلاحات التشريعية التي تعكس مبادئ ونصوص الدستور، وتعظيم دور الأحزاب والمجتمع المدني،وتبني الحكومة قدر أكبر من المصارحة والشفافية، مما يجعل الشعب شريك في تقرير مصيره.