نداءات استغاثة من شرق ليبيا.. رائحة الجثث تفوح
بدأت رائحة الجثث تفوح من تحت ركام المباني التي دمرتها السيول وعلى جوانب الشوارع في مدن شرق ليبيا، في مشهد يكشف عجز فرق الإنقاذ على انتشال الأعداد الكبيرة للضحايا التي خلفها الإعصار المدمّر الذي ضرب البلاد.
ومن مدينة سوسة، أطلق شاب ليبي في مقطع فيديو صيحة استغاثة بعد انتشار رائحة جثث الضحايا، مطالباً بضرورة إرسال فرق الإنقاذ للبحث عن الجثث وانتشالها قبل تعفنها وتحللها.
فقد قال إسلام خليل أحد المتطوعين لـ “العربية.نت”، إن المشهد نفسه تعيشه درنة، المدينة الأكثر تضرّراً من الإعصار، مشيرا إلى أنّ كل الجثث التي يتم انتشالها متحللة ويتم تصويرها للتعرف على هويتها لاحقا ثم دفنها.
وأضاف أن أعداد الضحايا فاق قدرات وإمكانيات الفرق المختصة في البحث عن الجثث وانتشالها.
السيول جرفت الضحايا
إلى ذلك تواجه السلطات الليبية صعوبة كبيرة في الوصول إلى الأموات والمفقودين بعدما جرفت السيول معظم الضحايا إلى البحر وتسببت في انهيار البنية التحتية، ليصبح الشاغل الأكبر التعامل مع معضلة الجثث ورائحة الموت التي تفوح في مكان.
وأظهرت مقاطع مصوّرة، انتشار الجثث على الشواطئ وتراكمها في الشوارع وتحت الأشجار في انتظار التعرّف عليها، في الوقت الذي لم تعد المستشفيات والمقابر قادرة على استيعاب أعداد الضحايا، وسط مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض.
عمليات انتشال الضحايا في سيول ليبيا (رويترز)
فيما تسابق فرق الإنقاذ والمسعفين الزمن لدفن الضحايا في مقابر جماعية، لكن انهيار البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضرّرة، تجعل مهمتهم في غاية الصعوبة.
قوافل الإغاثة غير كافية
بدوره، قال الناشط الليبي محمد الزواوي في تصريح لـ “العربية.نت” إن فرق الإنقاذ في شرق ليبيا خاصة في مدن سوسة وشرق درنة والمخيلي لم تصل بالشكل المطلوب سواء المحلية أو الدولية.
كما أن قوافل الإغاثة التي وصلت ليست كافية على الإطلاق، مشيراً إلى أن هذه المناطق بحاجة لتواجد فرق إنقاذ والفرق الطبية وعمّال انتشال الجثث.
يشار إلى أنه لا توجد إحصاءات نهائية لعدد الضحايا الذين يقدّرون بالآلاف، بينما تتضاءل الآمال تدريجيا في العثور على أحياء بعد مرور أكثر من 70 ساعة على الكارثة.