توك شو

محمد صبحي بطاطا: قادرون على تجاوز أزمة الأعلاف.. ومن لم يستثمر في الإنتاج الزراعي خاسر

“الدولة اللى هتأكل نفسها.. هي اللي هتستمر في العالم” بهذه الجملة، التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أحد المؤتمرات بكل حزم وقوة، مناشدًا كل أجهزة الدولة بالمساعدة في أن يتغلب اللون الأخضر على خريطة مصر الجغرافية، بدأ الخبير الزراعي الدكتور محمد صبحي بطاطا، حديثه عن مستقبل الزراعة في مصر، مؤكدًا أن هذه الجملة منذ أن ألقاها الرئيس السيسي حُفرت في عقله وأنه جعل إياها نُصبَ عينيه طوال الوقت، كما وصفها بالمقولة الذهبية التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان ذوا عقل رشيد، يكنان في قلبيهما حبًا لهذا البلد وشعبه.


ومن هذا المنطلق، أشاد صبحي بمجهودات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقطاع الزراعي في مصر، منذ توليه حكم البلاد.
وفيما يلي من سطور، يُجيب الخبير الزراعي الدكتور محمد صبحي بطاطا عن كل ما يخص القطاع الزراعي وإنجازاته في مصرفي الفترة السابقة.

ما رأيك بالمشروعات القومية الزراعية التي تديرها الدولة خلال الفترة الأخيرة؟

“لا أحد ينكر أن منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام الحكم في مصر، بدأنا بالفعل نرى تطورًا كبيرًا في كل المجالات مثل التعليم والصحة والطرق والبنى التحتية وغيرها، أما بالنسبة للقطاع الزراعي فالحقيقة أنه أصبح غنيًا بالمشروعات الفترة الأخيرة، والتي حققت نجاحًا باهرًا على أرض الواقع مثل مشروع محور الضبعة ومستقبل مصر الذي يعُد من أهم المشاريع الزراعية في مصر والذي من خلاله أصبح لدينا اكتفاء ذاتي من السكر، بالإضافة إلى الصوب الزراعية ومشروعات الأمن الغذائي.
أيضًا مشروع تحويل محافظة الوادي الجديد لإنتاج التمور وتصديره والذي نشارك به من خلال شركتنا “نسور الوادي” بـ 200 فدان نخيل برحي، ومشروعات الإنتاج الحيواني وتحسين السلالات بإنشاء العديد من محطات الإنتاج الحيواني التابع لجهاز خدمة المشروعات.

كيف ترى أزمة الأعلاف التي واجهتها مصر، وما هو السبيل لحلها؟
“مصر الآن تواجه أزمة في الزراعات العلفية، ولكننا قادرون على تجاوزها في وقت قصير، بشرط الاتجاه للزراعات العلفية، ومحاولة الاكتفاء منها، مثلما فعلت الدولة مع القمح، حيث اتجهت لتذليل كل العقبات أمام زراعة القمح محاولة منها لتقليل الاستيراد بالأخص بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
“ونحن في شركة نسور الوادي، أخذنا على عاتقنا هذا الاتجاه، وبدأنا بالفعل في زراعة 700 فدان من البرسيم الحجازي بمنطقة الجبل الأصفر- بمحافظة القليوبية، بالتعاون مع الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني التابع لجهاز الخدمة الوطنية للمشروعات وتحويله إلى “دريس”، كما بدأنا أيضًا في زراعة 500 فدان تين شوكي بمحور الضبعة الجديد، لإمداد جميع محطات الإنتاج الحيواني التابعة للدولة بالعلف الحيواني، حيث تحسين السلالات وتوفير اللحوم الحمراء والاكتفاء منها، مقللين بذلك الاستيراد ومن ثم توفير العملة الصعبة للدولة”.

ماهو رأيك في الاستثمار الزراعي بمصر وما قدمته الدولة للمستثمرين في هذا المجال؟

“احنا كنا بنأكل العالم”.. مصر منذ فجر التاريخ هي “سلة غذاء العالم” بالفعل وقد وصفها القرآن الكريم بـ”خزائن الأرض”، ولكن في العقود السابقة تبدل حال مصر واعتمدنا على الاستيراد، فالقمح من روسيا والأرز من الصين، حتى تبدل حال العالم أكمله وأصبحت كل دولة تستأثر مصالح شعبها فقط، فمنهم من قلل ومنهم من منع، ولكن لن تصبح مصر في مهب الريح، بفضل سواعد أبنائها”.
“هنزرع أكلنا بايدينا” وبالفعل بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي مره أخرى، بقلب كل الموازين بالقطاع الزراعي، مشجعًا الاستثمار الزراعي في مصر، مذللًا كل العقبات أمام الجميع من حفر الآبار وتجديد وفتح الطرق المؤدية إلى الأراضي الزراعية، موجهًا كل اذرع الحكومة إلى مساعدة كل من يريد أن يساهم في مستقبل مصر الزراعي والحيواني.

ماذا قدمت نسور الوادي حتى الآن في مجال الاستصلاح الزراعي؟
“مثل باقي شركات الاستثمار الزراعي التي تعمل تحت مظلة القطاع الزراعي، لمست شركتنا “نسور الوادي” منذ عام 2016، كل التطورات الزراعية في مصر بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي”.
“وكان أول المحاصيل التي أنتجتها الشركة هو “الثوم” البلدي الطبيعي المعبأ، ثم اتجهنا إلى زراعة الأعلاف بادئين بـ”التين الشوكي”، لما يدره هذا النبات الذهبي من فوائد عظيمة، بخلاف الثمرة التي نأكلها من عربات الباعة الجائلين، حيث إن التين الشوكي نبات لا يعتمد على المياه بشكل رئيسي، وهذا من أهم أسباب زراعتنا له، لما تشهده مصر من أزمة في المياه في الفترة الأخيرة، كما أن التين الشوكي أصبح من أهم مصارد الأعلاف الحيوانية المليئة بالمواد الغذائية وبالأخص الكربوهيدرات التي تصل نسبتها إلى 72%، وبالرغم من أنه نبات صحراوي إلا أنه غني بالمياه اللازمة لعملية التمثيل الغذائي من خلال كفوف النبات والقشور والبذور والأوراق التي تتحول إلى الـ “كزب”، بالإضافة إلى أن له فوائد أخرى عديدة مثل استخراج العصير من الثمار والدخول في بعض الصناعات الطبية مثل الجلسرين والكحول”.
“كما اتجهت “نسور الوادي” إلى زراعة أحد أهم الأعلاف المطلوبة عالميًا، وهو البرسيم الحجازي النبات الغني بالبروتين النباتي بنسبة من 15 لـ 18%، كما أنه لا يوجد به نسبة رطوبة أو حشائش أو حشرات كما أنه سهل التخزين ومتواجد بالأرض طوال العام صيفاً وشتاءً”.

هل يمكن للدولة الاعتماد على أعلاف التين الشوكي والبرسيم الحجازي الفترة المقبلة أم أنهما مكملات للأعلاف البقولية فقط؟
“بالفعل بدأت الدولة في الاعتماد على أعلاف التين الشوكي والبرسيم الحجازي، وعلى العكس أصبحت الأعلاف باهظة الثمن المستوردة والتي شكلت أزمة الفترة السابقة هي المكمل لهما، حيث إن القيمة الغذائية كما ذكرت عالية جدًا بالنباتين للحيوان، وبالتالي حاليًا تتكون الوجبة الرئيسية من الدريس الحجازي المجفف أو أعلاف التين الشوكي بنسبة 90 % ثم، إضافة الأعلاف البقولية مثل الذرة أو فول الصويا وغيرها بنسبة 10%، وبالتجربة وجدنا تحسنًا هائلًا في الإنتاج الحيواني من اللحوم والألبان أكثر مما كان عليه سابقًا”.

ما هي أنواع التين الشوكي التي تستهدف زراعتها بـ “نسور الوادي”؟
بما أننا حاليًا نستهدف إنتاج الأعلاف، لسد العجز الذي تمر به مصر والحد من في استيرادها مما يمكننا من توفير العملة الصعبة، فقد استهدفنا التين الشوكي “السكري المصري” نظرًا لتميزه بتواجد البذور فيه بوفرة، كما أن هيكله الخضري كبير الحجم وأوراقه مغذية.

ماهو الفرق بين البرسيم الحجازي والبلدي وبالأخص من حيث القيمة الغذائية للحيوان؟
البرسيم البلدي هو نبات موسمي يتواجد بفترة معينة خلال السنة لا تتعدى 4 أشهر، ثم يتم تقليب التربة وزراعة نبات آخر، أما البرسيم الحجازي هو نبات مستديم يزرع مرة واحدة فقط والدورة التالية تكون بعد 7 سنوات وإنتاجه يكون شهريًا، كما أنه نبات جاف يحتوي على نسبة بروتين أعلى من البرسيم البلدي، وكما ذكرت في أول الحديث أن نسبة الرطوبة به بسيطة جدًا لأنه لا يستهلك الماء الذي يحتاجه البرسيم العادي، ولهذا السبب نجد قيمته الغذائية للحيوان هائلة.
هل وفرت نسور الوادي فرص عمل للشباب من خلال مشروعاتها؟

“الايد لوحدها متسقفش”.. بالتأكيد وفرت نسور الوادي فرص عمل كبيره لكل الشباب في مصر، بمختلف الخدمات التي تقدمها، من زراعة واستصلاح وإنتاج، حيث إنني بادرت شخصيًا باستقطاب الشباب من دور الأيتام بعد اتمام السن القانوني للتخرج وقمنا بتدريبهم، بمختلف قطاعات الشركة ووفرت الشركة لهم السكن والطعام والمواصلات بالمواقع الزراعية، وما زلنا مستمرين في إتاحة فرص العمل لكل شباب مصر من مختلف محافظاتها.
ختامًا.. بِمَ تنصح المستثمرين أو الشباب المقدمين على المشروعات الزراعية في مصر؟

قولًا واحدًا.. “المستثمر اللى مش شغال في الإنتاج الزراعي حاليًا خاسر!” .. سأظل أرددها مرارًا وتكرارًا.. كل أراضي مصر صالحة للزراعة، كما أن الدولة ذللت كل العقبات، فلماذا الخوف من الاستثمار الزراعي؟!
وأنصح الشباب أن يقدموا على المشروعات الزراعية بلا خوف، وأن يضعوا أياديهم بيد القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة للنهوض بمصر في المجالات كافة وليست الزراعة فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى