حمدى معروف يكتب| الفن و الحرب
كثيراً من الجيل الحاضر لم يعاصر فترة الحرب ولا تاريخاها ولا يعلم البطولات الخارقة التى قام بها جنودنا في القوات المسلحة .
كنا نسمع فقط عن خط بارليف المنيع وجيش إسرائيل الذى لا يقهر ، وكانت سياسة الإعلام الصهيوني تصدير القوة التى لا تقهر إلى أذهان المواطنيين.
فكان أثرة ظهور صورة الانهزامية ، ولكن هيهات هيهات ، فقد تم النصر على أيدى جنودنا البواسل.
وسط حكايات اسطورية تحدثت عنها الأجيال ، وترويها إلى أن وكان الفن دور كبير بإيضاح الصورة على اكمل وجه ، من خلال أفلام عديدة جسدت صورة العسكرية المصرية فى أبهى صورها دون مجاملة أو نفاق حتى كانت الشاشة الفنية مرأة حقيقة لما حدث في حرب أكتوبر العظيمة .
حقا الفن المصرى بصفة خاصة قوة لا يستهان بها ، فكثيرا ما تم الرهان عليه فى توحيد الجبهة الداخلية ، اثناء الحرب ، وقد ربح الرهان بما بثه من رفع الروح المعنوية أثناء الحروب، ليصبح الفن سندا ودعاما حقيقيا للعسكرية المصرية .
انتهت الحرب بكل ما فيها وجاء الجيل الذى لا يعرف عن الحرب سوى ذكريات تروى من خلال الأفلام السينمائية ، و الأعمال الدرامية ، و التى كانت بمثابة المفسر و الحاكى لكل ما حدث في الحرب ، وكيف تمت إدارتها بطريقة ماكرة ، و حديثة فى و قتها ، و كيف لقنت العسكرية المصرية بكل أطيافها الجيش الأسرائيلى درساً لم ولن ينسوه ، و كان ذلك واضحاً من خلال الفن والفنانين .
انطباع واقتناع الجيل الحالى عن قوة العسكرية المصرية فى إدارة الحرب لم تأتى من فراغ ، فقد كانت نتاجاً لزروع فنية دقيقة ، أكدت لهذا الجيل أنه و إن كان هناك جيش لا يقهر فهو الجيش المصرى ، و إن كان الخط الفنى الدرامى للدولة المصرية أمنع وأقوى من خط بارليف نفسه ، و أن القوة الداخلية التى جسدتها الأعمال الدرامية عن مدى تجانس وتماسك المجتمع المصرى ، فى كل الأزمات والحروب كان تجسيديا صحيحا أبرز من خلاله القوة الفنية العظيمة للأعمال الدرامية .حما الله مصر رئيسا وشعبا وجيشا ، وعاش الفن المصرى الحقيقى