أنتوني موديست – هداف “أخرق” أمام المرمى.. يجعل القصة أكثر جمالا على أرض الملعب
“في الحياة لا يجب أن تندم على ما تقوله، أنا لا أتكلم بالصدفة، نفس الشيء بالنسبة لاختياراتي، أنا لست نادما على أي شيء، الأمر متروك لي لجعل القصة أكثر جمالا على أرض الواقع” – أنتوني موديست.
إذا نظرنا بتمعن إلى مسيرة الفرنسي موديست، فهي رحلة مليئة بالمطبات والانعطافات، لقد تم انتقاده والسخرية منه، حين يهدر الفرص بشكل غريب، الكرة تطير في الهواء بعد إهدار فرصة محققة أمام المرمى.
جمع الفرنسي النقيضين إهدار الفرص بشكل غريب وتسجيل الأهداف بشكل رائع، وعاش أفضل سنواته في فرنسا وألمانيا، الرحالة الفرنسي لعب لـ10 أندية وسجل في مسيرته ككل 178 هدفًا.
ويستعرض Filgoal.com مسيرة الفرنسي أنتوني موديست مهاجم الأهلي الجديد كالتالي..
البداية الموديستية
تنحدر عائلة موديست من جزيرة مارتينيك، لكنه ولد في مدينة كان بجنوب فرنسا في 14 أبريل 1988، كان والده جاي أيضًا لاعب كرة قدم محترفًا، حيث لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الفرنسي لصالح نادي سانت إتيان، منهيًا مسيرته التي تضمنت أيضًا سنوات عديدة مع نادي كان وفريجوس.
وجاءت الخطوة الأولى للابن موديست ليصبح لاعب كرة قدم محترفًا، حين انضم إلى نادي فريجوس في عام 2001، قبل أن يلتحق بنادي نيس في عام 2003.
واستمر في صفوف ناشئي نيس حتى وصل إلى فريق الشباب، ليسجل 7 أهداف في 21 مباراة مع خلال موسم 2006-2007، ومن ثم وقع عقده الاحترافي الأول في سن التاسعة عشرة.
وبدأ في اللعب أكثر بالدوري الفرنسي في العام التالي، ليسجل هدفًا واحدًا -وهو هدف رائع من مسافة 35 ياردة ضد ستاد رين- في 20 مباراة، موسمه التالي سجل هدفين في 22 مباراة، بالنسبة للمهاجم بالطبع هذا ليس بالكثير.
وشق طريقه إلى صفوف منتخب فرنسا للشباب وشارك لأول مرة في عام 2008، وسجل 6 أهداف في 16 مباراة.
وفي التجربة الأولى خارج أسوار نادي نيس، انضم اللاعب إلى نادي أنجيه في الدوري الفرنسي الدرجة الثانية على سبيل الإعارة، لينجح في تسجيل 21 هدفًا في 41 مباراة، وكان ثان هدافي البطولة خلف أوليفييه جيرو مهاجم ميلان الحالي (22 هدفًا)، لينتقل موديست بعدها إلى بوردو.
أخرق أمام المرمى
نحن الآن في صيف 2010، حيث لا يزال بوردو مندهشًا من الأشهر الستة الأخيرة الكارثية في حقبة لوران بلان، حيث انتقل النادي من المركز الأول إلى المركز السادس، وفشل أيضًا في حصد لقب كأس الرابطة الفرنسية أمام مرسيليا.
وبعد إقصائه بطريقة محبطة على يد ليون (2-3) في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فإن وصول جان تيجانا بعد 4 سنوات من الابتعاد عن التدريب كان مثيرًا للاهتمام.
ورغم أنه لم يكن خيارًا جذابًا، لكنه جاء دون وضع شروط لمساعدة ناديه، وتولى منصب لم يرغب فيه أحد، فالمدرب السابق لموناكو وفولهام لا يملك ميزانية كبيرة للتعاقد، ومما زاد الطين بلة رحيل المغربي مروان الشماخ إلى أرسنال.
موديست كان خيار مقبول إلى حد ما في تلك الفترة، وعلى الرغم من تسجيله هدفًا رائعًا ليتعادل ناديه ضد مرسيليا في الدقيقة 88، لم يكن بأفضل حالاته.
ففي بدايته مع الفريق، سجل 9 أهداف في الدوري الفرنسي وهدفين في الكأس مع بوردو، لكن اللاعب يتلقى انتقادات أكثر من الإشادات، هناك صفارات استهجان أكثر بكثير من التصفيق، إنه متهم من قبل جمهور بوردو بتسجيل أهدافه من ركلات جزاء (4 من أصل 5).
كما أن الصراع في غرفة خلع الملابس بين المدرب تيجانا ومساعده ميشيل بافون بلغ ذروته حيث استقال الأخير من منصبه وخلافات مع اللاعبين أيضًا، بالإضافة إلى دخول مدرب حراس المرمى دومينيك دروبسي إلى المستشفى لإصابته بسرطان الدم، وهو ما أثر على مسيرة موديست مع النادي.
هنا وجد الشاب الذي يبلغ 23 عاما نفسه لا يستطيع تقديم أي إضافة في النصف الثاني من موسم 2010-2011، لتنتهي فترته مع بوردو بتسجيله 10 أهداف في ذلك الموسم، وإجمالا سجل 15 هدفًا في 57 مباراة.
“الجماهير تتهمني أنني فقط اضغط على الدفاع وأخرق أمام المرمى؟ كل شيء يبدأ من الملعب، كل شيء يعود إلى الملعب، إن أفضل رد على منتقدي هو الرد في الملعب، على الرغم من أنني كنت أتلقى المساعدة في بعض الأحيان، إلا أنني لم أحصل على هدية خالصة أبدًا”.
“لا بد لي من العمل للحصول على ما أريد، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول من الآخرين، لكن ما سأحصده ما أزرعه، تسير كرة القدم بسرعة فائقة، فأنت تصعد بسرعة كبيرة ويمكنك أن تهبط بنفس السرعة، وأنا في وضع جيد لمعرفة ذلك” يتحدث أنتوني موديست.
الرهان الفاشل
كانت المرحلة التالية أكثر تعقيدًا، فالفرنسي يعاني من تراجع المستوى وبالطبع لا يمكن أن يهبط مستواه أكثر، أراد أنتوني موديست تجربة المغامرة في إنجلترا عن طريق الإعارة إلى بلاكبيرن التي ستكون فترة كارثية، فلم يسجل أهدافًا في 383 دقيقة لعب.
وهبط بلاكبيرن روفرز إلى الدرجة الأولى في موسم 2011-2012 عد أن حصل موديستي على بطاقة حمراء في إحدى المباريات الحاسمة في الرمق الأخير من الموسم ضد وست بروميتش ألبيون، ليخسر الفريق المباراة بثلاثية نظيفة، وأصبح بقاء الأزرق والأبيض في الموسم التالي بالبريميرليج مستحيلًا عمليًا.
وبعد عودته من هذا الرهان الفاشل، تمت إعارته مجددًا إلى باستيا لموسم 2012-2013، ليسجل في أول ظهور له في الانتصار بنتيجة 3-2 على سوشو، وقدم أداءًا رائعًا في موسمه الوحيد مع النادي الكورسكي، حيث سجل 15 هدفًا في الدوري الفرنسي وقدم 5 تمريرات حاسمة لزملائه، وإجمالا سجل 17 هدفًا في 38 مباراة، كان أفضل لاعب في باستيا في ذلك الموسم.
“كان بإمكاني أن أفعل ما هو أفضل، وكان بإمكاني أن أفعل ما هو أسوأ، كنت أتمنى أن تنتهي الأمور بشكل أفضل في بوردو، بعد ذلك كنت محظوظًا لأن ناديًا مثل باستيا أعادني الموسم الماضي، عندما لم أسجل عددًا كبيرًا من الأهداف”.
“في وقت كان فيه الأمر معقدًا للغاية بالنسبة لي، أشكرهم مرة أخرى على السماح لي بالحصول على أنجح موسم لي في الدوري الفرنسي، بدون باستيا ربما لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم” يتحدث أنتوني موديست.
الاستمتاع في ألمانيا
بعد تجربة البطولة الفرنسية وفترة فاشلة في إنجلترا، اتجه أنتوني موديست إلى ألمانيا، وأقل ما يمكننا قوله هو أنه استمتع في البوندسليجا، في عام 2013 انضم إلى هوفنهايم حيث أمضى موسمين مع النادي.
“اتخذت قرارًا برؤية ثقافة جديدة وبلد آخر وكرة قدم أخرى، أعتقد أنني اتخذت القرار الصحيح لأنني بدأت موسمي بشكل جيد”.
“بمجرد أن أحظى بثقة مدربي، أظهر أنني قادر على القيام بأشياء جيدة، وهذا هو الحال هنا في هوفنهايم، أحظى بثقة مدربي وزملائي والنادي، أنا لاعب يعمل بشكل عاطفي، وأحتاج إلى الشعور بذلك”.
“وبالطبع هناك فارقًا كبيرًا في ألمانيا حيث أننا نلعب من أجل الفوز، بينما في فرنسا نلعب من أجل عدم الخسارة، مع دفاعات أكثر صرامة، إنها مسألة عقلية وثقافة، فهذه فرصة لتكون قادرًا على التطور، ولهذا السبب أتيت إلى ألمانيا، أعتقد أنني قمت بالاختيار الصحيح”.
وفي لقطة لا تنسى، خسر هوفنهايم على أرضه أمام ليفركوزن في الدوري الألماني في موسم 2013 – 2014 بالهدف الذي لقب بـ”الشبح”، حيث أن الكرة مرت بجانب القائم الأيمن لتدخل من الشباك الخارجية، وصدق الاتحاد الألماني على النتيجة في مفاجأة أذهلت جماهير هوفنهايم، وأظهر الفرنسي غضبه على حسابه بمنصة “إكس” من هذا القرار.
“إنه حلم، إنها كاميرا خفية، عدم إعادة المباراة بعد هذا الخطأ أجده غير عادل، هذا مصير الفرق الصغيرة، لو كان النادي متصدر البطولة، أنا متأكد من أنه سيتم إعادة المباراة”.
“لا أستطيع أن أضع نفسي مكان كيسلينج مسجل الهدف لأنني لم أختبر هذا من قبل، في الحياة عليك أن تكون محترمًا وصادقًا ومستقيمًا، لكن في عالم كرة القدم، ليس من الجيد أبدًا قول الحقيقة، وفي النهاية أحسن كيسلينج بعدم التنديد بنفسه منذ فوز ليفركوزن بالمباراة”.
ولعب الفرنسي موديست موسمين مع هوفنهايم، ففي الأول سجل 12 هدفًا، وفي موسمه الثاني هز الشباك 9 مرات فقط، لكن بقيت آثار الهزيمة أمام باير ليفركوزن عالقة في رأسه لمدة طويلة وبالطبع لم ينسى ذلك الهدف.
المدينة التي وقع في حبها
في صيف 2015، انضم موديست إلى نادي كولن، ووقع عقدًا لمدة 4 سنوات، وفي 8 أغسطس 2015، شارك موديست لأول مرة مع ناديه جديد لينجح في تسجيل “هاتريك” في الفوز برباعية نظيفة على نادي ميبين في الدور التمهيدي من كأس ألمانيا، وجاء هدفه الأول بعد 45 ثانية فقط، مما يجعله أسرع هدف بكأس ألمانيا في تاريخ نادي كولن.
وفي أول ظهور له في الدوري الألماني مع كولن تحديدًا في يوم 16 أغسطس، سجل موديست ركلة جزاء حصل عليها بنفسه بعد تعرضه لعرقلو من قبل حارس المرمى برزيميسلاف تيتو، ليحقق كولن الفوز على شتوتجارت بفضل الفرنسي.
وسجل أنتوني في 7 من أول 9 مباريات له في جميع المسابقات، يا لها من بداية للفرنسي مع النادي الألماني.
ودخل موديست عطلة عيد الميلاد برصيد 7 أهداف في الدوري الألماني، كما سجل موديستي أول ثنائية له في موسم الدوري الألماني، ليفوز كولن بنتيجة 4-1 على دارمشتات، ويؤكد استمرار النادي في الدوري الألماني في الموسم التالي.
وفي اليوم الأخير من الموسم، سجل موديست هدفه الخامس عشر في الدوري بالتعادل 2–2 مع دورتموند، وأنهى الموسم وهو الهداف الخامس في الدوري الألماني.
بعد الموسم، تم الاستفسار عن موديست من قبل وست هام يونايتد وكذلك الفريق الصيني بكين جوان، الذي قدم ما وصفه موديست بـ”العرض الضخم”.
ومع ذلك، وقع موديست عقدًا جديدًا مع كولن في يوليو 2016 حتى صيف 2021، وتبلغ قيمة الراتب السنوي 2.5 مليون يورو.
وبدأ الفرنسي موسم 2016–2017 بأداء رائع للغاية، حيث نجح في التسجيل بجميع المباريات الخمس في أكتوبر، بدءًا من هدف التعادل 1-1 ضد حامل اللقب بايرن ميونخ في ملعب أليانز أرينا، وكان في صدارة أهداف الدوري الألماني حينها برصيد 7 أهداف.
بنهاية شهر أكتوبر، كان موديست قد سجل أول “هاتريك” له هذا الموسم على الرغم من إهداره ركلة جزاء ضد هامبورج في الفوز 3-0، مما رفع إجمالي أهدافه في صدارة هدافي البوندسليجا إلى 11 هدفًا.
وفي نهاية ذلك الموسم، كانت موديست ثالث هدافي الدوري الألماني برصيد 25 هدفًا خلف روبرت ليفاندوفيسكي مهاجم بايرن ميونخ برصيد 30 هدفًا، ويأتي الجابوني أوباميانج مهاجم بوروسيا دورتموند في الصدارة برصيد 30 هدفًا.
“بعد كل مباراة، أشاهد الـ90 دقيقة بأكملها وأراقب ما فعلته بالكرة وكيف ابتعدت عنها، إنه يساعد على تطوري أنا أعمل بجد، وأعتقد اعتقادًا راسخًا أنك تجني الثمار عندما تفعل ذلك” يتحدث موديست.
وطالب الجمهور الفرنسي باستدعائه إلى قائمة المنتخب في كأس العالم 2018 من خلال مدونة “SoFoot”، وهي مدونة كرة قدم فرنسية، وأطلقوا هاشتاج “Modeste2018” على وسائل التواصل الاجتماعي.
وإذا زرت بنفسك منتجع “إل أرينال” في مدينة مايوركا الإسبانية، فمن المحتمل أن تصادف آلاف السياح الألمان وهم يغنون عن أنتوني موديست.
الأغنية للمغني الألماني “شلاجر إيكي”، كانت من تأليف مشجعي كولن بعد أن ساعدت أهداف موديستي الـ25 في موسم 2016-2017 فريق “بيلي جوتس” على التأهل لأوروبا لأول مرة منذ 25 عامًا.
لكنها سرعان ما أصبحت بمثابة أغنية شهيرة بين رواد الحفلات الألمان، بغض النظر عن انتمائهم للنادي أم لا.
“من لديه دائمًا مهرجان أهداف؟ أنتوني موديست!، من يأتي إلى التدريب بملابس مبالغ فيها؟ أنتوني موديست! من سيفوز بمسابقة الأغنية الأوروبية؟ أنتوني موديست! من يشرب الكحوليات قبل اختبار المنشطات؟ أنتوني موديست!”.
التجربة الصينية
جاء عرضًا ضخمًا للفرنسي من الدوري الصيني من نادي يُدعى تيانجين كوانجيان، وانتقل موديست إلى النادي الصيني إعارة لمدة عامين مع خيار الشراء.
وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام صينية أخرى أن موديست قد وقع عقدًا لمدة ثلاث سنوات ونصف مع النادي، كان هناك الكثير من الالتباس حول الصفقة.
النادي الذي يدربه فابيو كانافارو بطل العالم 2006، وحيث يلعب البرازيلي ألكسندر باتو أيضًا، كان من المفترض أن يدفع 6 مليون يورو كمبلغ الإعارة، ويجب دفع 30 مليونًا أخرى في نهاية الموسمين، كما يحصل اللاعب على 11 مليون يورو سنويًا.
بعد موسمين فقط، لعب 21 مباراة مباراة مع تيانجين كوانجيان سجل 9 أهداف، وبحلول نوفمبر من عام 2018، عاد موديست إلى كولن، وتم إيقاف المهاجم الفرنسي من قبل “فيفا” بعد رحيله المفاجيء عن النادي.
وقضى “فيفا” بأن موديست ليس لديه سبب لإلغاء عقده مع النادي الصيني، ومن العجيب أيضًا أن “فيفا” حكم بدفع تيانجين كوانجيان لـ موديست عدة أشهر من الرواتب غير المدفوعة، وهي السبب لرحيل الفرنسي عن النادي في الأساس.
وتم حل هذه المشكلة بعد وقت قصير من الحكم حين تم القبض على “شو يوهوي” مالك شركة تيانجين كوانجيان مع 17 من موظفيه، كجزء من فضيحة كبرى تخص مجال “الأدوية”، بعد انتقادات شديدة بعد انتشار مقال يروي وفاة فتاة تبلغ من العمر 4 سنوات بسبب السرطان إثر تناول بعض أدوية الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحركت السلطات الصينية على الفور لتفكيك إمبراطوريته التجارية، بما في ذلك نادي كرة القدم في عام 2020.
وفي نوفمبر عام 2018، أعلن نادي كولن عن توقيعه مع الابن الضائع موديست، الذي ربما كان أكثر اللاعبين شعبية منذ لوكاس بودولسكي، سيعود إلى كولن بعد إعلان رئيس النادي فيرنر سبينر عودة الفرنسي في حفل عيد ميلاد النادي الـ70.
لقد حدث الكثير في كولن أثناء غياب موديست، النادي قد هبط إلى الدرجة الثانية، وأقيل المدرب بيتر ستوجر كذلك، وعلى الرغم من الاختلافات، عاد موديست إلى الفريق وقاد الفريق إلى المركز الأول في دوري الدرجة الثانية، ليضمن العودة إلى الدوري الألماني.
“الأمر متروك لي”
يواجه موديست الاضطرابات في ناديه كولن بعد تعرضه لإصابة قوية في ركبته وكاد أن يبتعد عن كرة القدم، لولا تدخل الجراح جيل ريبول صديقه القديم في نادي بوردو ليتم حل المشكلة التي أرقت المهاجم الفرنسي طويلًا، وكادت أن تنهي مسيرته.
“هناك مرحلة في حياتي، لم أعد أستطيع فيها المشي بسبب الألم” يتحدث موديست.
عاد اللاعب من الإصابة، لكن مدربه ماركوس جيسدول لم يكن يرضى بمستوى اللاعب، وظهر أقاويل بشأن خلاف قديم أيام تدريبه للمهاجم الفرنسي في هوفنهايم، لتنفجر المشكلات في وجه موديست، ومن ثم قرر الرحيل إلى سانت إيتيان.
“لقد مر بوقت عصيب، أراد توني أن يفعل ذلك، فقلت حسنًا سنفعل ذلك، لكنني أعتقد أن تغيير المشهد سيكون مفيدًا له في هذه المرحلة، لقد كان تغييرًا منطقيًا ومعقولًا”.
“لا بد لي من توضيح شيء ما يقولون أن لدينا مشكلة، هذا ليس صحيحا أنا وتوني لم نواجه مشكلة قط، لقد كان لدي دائما تواصل جيد معه، حتى أنه جاء إلى منزلي مرة، لقد حاولت دائمًا دعمه، وبقينا على اتصال أيضًا بعد أن تركنا” يتحدث ماركوس جيسدول.
وخرج المهاجم الفرنسي في إعارة قصيرة إلى نادي سانت إيتيان الفرنسي في عام 2021، إلا أن أنتوني موديست لا يزال اسمًا له ثقل في كولن.
كان كلود بويل مدرب سانت إيتيان يسعى للتعاقد مع أحد المهاجمين، ومن بين المرشحين مصطفى محمد ومباي نيانج مهاجم أضنة دمير سبور الحالي لكن لم يتمكن النادي من حسم تلك الصفقات، لذلك كان أنتوني موديست هو الحل المؤقت.
“اليوم هو حقًا يوم جميل جدًا ومصدر فخر بالنسبة لي لأنه كما يعلم الجميع، هذا هو النادي السابق لوالدي، بالنسبة لي هذا يعني الكثير، والأمر متروك لي لجعل القصة أكثر جمالا على أرض الواقع”.
“وكيل أعمالي سألني إذا كنت مهتمًا بسانت إتيان، قلت نعم بصراحة إنه نادٍ أسطوري، لقد لعب والدي هناك -توفي في عام 2018-، لذا إذا كان من الممكن القيام بذلك فلماذا لا”.
انتهت تجربة سانت إيتيان بعدما خاض 8 مباريات، ولم يسجل المهاجم الفرنسي أي هدفًا مع فريقه، ليعود إلى كولن مرة أخرى.
تأثير بومجارت
عاد إلى التوهج مرة أخرى مع كولن حيث سجل 23 هدفًا (منهم 10 بالرأس) في 35 مباراة مع النادي في موسم 2021-2022، واحتل المركز الخامس في ترتيب هدافي الدوري الألماني برصيد 20 هدفًا، لكن من خلف عودة المهاجم الفرنسي إلى التهديف بغزارة؟
الإجابة كانت ستيفن بومجارت المدرب ذو الشخصية الجذابة، فهو المعروف بالقمصان والسترات الجميلة والقبعة المسطحة وطريقته الخاصة على خط التماس في حث لاعبيه على الضغط بعد ثني ركبتيه، ويتجه رأسه إلى الأمام، ويمد ذراعه ويرسل تعليماته إلى اللاعبين.
يعد بومجارت المهندس الرئيسي لأسلوب لعب كولن في ذلك الموسم، ليقود الفريق إلى التأهل لدوري المؤتمر الأوروبي بعد أن احتل المركز السابع في الدوري الألماني.
وبالعودة إلى تأثير موديست في ذلك الموسم، لا ينسى عشاق كولن ثنائية الفرنسي في مرمى يونيون برلين، بعد تسجيله هدف التعادل القاتل في الدقيقة 85، ليحتفل مع مدربه بطريقة رائعة.
بديل سيباستيان هالر
في 8 أغسطس 2022، أعلن بوروسيا دورتموند عن وصول موديست في تغريدة عبر منصة “إكس”: “Bienvenue Tony!”.
وبدا أن فريق الأصفر والأسود كان في حاجة ماسة إلى مهاجم بعد صدمة تشخيص إصابة سيباستيان هالر بسرطان الخصية قبل بداية الموسم مباشرة، لكن القليل كان مقتنعين بأن موديست هو الحل المثالي.
وفي ظهوره الأول بعد الهزيمة الدراماتيكية أمام فيردر بريمن، كان اللاعب بدون أي دعم، حيث لمس الكرة 12 مرة فقط في 81 دقيقة وفشل في إطلاق أي تسديدة على المرمى.
وعلقت مجلة كيكر هذا الأسبوع قائلة: “لقد بدا الوافد الجديد، وكأنه جسم غريب في أول مباراتين له”.
في مباراة هيرتا برلين، نجح صالح أوزجان زميله السابق في كولن في صناعة الهدف الوحيد للمهاجم الفرنسي بعد إرسال 23 عرضية خلال المباراة، وكانت هذه اللحظة السعيدة الأولى في مسيرته مع دورتموند.
“أعتقد أن زملائي في الفريق تعلموا أنه سيكون من الصعب إذا لم يلعبوا تجاه مهاجمهم، لكنهم أطعموني المزيد اليوم، وعندما تحصل على المساعدة، يصبح الأمر سهلاً”.
بعد التسجيل، توجه موديست مباشرة إلى ترزيتش، واحتضن مدربه على خط التماس في احتفال عاطفي.
“يعلم المدرب أن الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لي في أول أسبوعين، ويعرف مدى أهمية كولن بالنسبة لي، لكنه دعمني وأخبرني أن أستمر في ذلك، لذلك أردت أن أشكره”.
وعلق المدرب جوليان ناجيلسمان، على أداء المهاجم الفرنسي، حيث أشاد المدرب الألماني بطريقة ضغط موديست على دفاعات هيرتا برلين ومساعدة زملائه في صناعة اللعب.
“عندما تكون مهاجمًا، لا يقتصر الأمر على تسجيل الأهداف فحسب، بل عليك أن تعمل من أجل الفريق أيضًا”.
“إذا أراد مشجعو بوروسيا دورتموند البالغ عددهم 10 آلاف مشجع إضافة سطر جديد إلى أغنية أنتوني موديست، فيمكنهم أن يفعلوا، من يسجل الأهداف، ولكن يمكنه الضغط أيضًا”؟ لكنه شكك في قدرة الألماني على تقديم نفس الأداء مع فريقه السابق كولن.
أما اللحظة الثانية والأخيرة في مسيرة المهاجم مع دورتموند، حين سجل هدف التعادل في الدقيقة 95 في مباراة الكلاسيكو ضد بايرن ميونيخ في الدوري الألماني لتصبح النتيجة 2–2، ليسجل هدفين فقط في 28 مباراة مع النادي الألماني، لكن بالتأكيد لن ينسى ذلك الهدف في الوقت القاتل!
الأهلي يبحث عن ضالته في مركز المهاجم، فهل ينجح أنتوني موديست مع الفريق الأحمر ويكون إضافة حقيقية للنادي؟ أم سيكون عجوزًا مر من الدوري المصري فقط لا غير؟ كلها تساؤلات سيجيب عليها المهاجم الفرنسي في الملعب بكل تأكيد.