ادعاءات وتٌهم: دليلك لتفسير ما يحدث في الكرة السعودية.. ونظرة العالم
“حظيت السعودية بفرصة استضافة أفضل الرياضيين من مختلف الرياضات وخاصة في كرة القدم، وذلك يأتي تجسيدًا لعزمنا على أن تكون المملكة مركزًا عالميًا رائدًا لمختلف الرياضات. نود استغلال شغفنا الكبير بكرة القدم كمحفز نحو النمو المستمر لهذه الرياضة” الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودي.
أنت الآن تمسك بهاتفك، تَمر بسيل من الأخبار والمنشورات ولا تهتم بها، لكنك تُقرر أن تقف عند هذا الخبر الذي يتحدث عن تعاقد أحد أكبر الأندية السعودية مع لاعب في التاسعة والعشرين من عمره قادمًا من ناد أوروبي كبير.
تقول لنفسك إنه كان من الممكن أن يستمر هذا اللاعب في نفس القارة في فريق يشارك في دوري الأبطال لموسمين آخرين على الأقل، ويأتي هذا السؤال الذي لم تجد له أي إجابة في غياهب عقلك، ما الذي يحدث حقًا؟ ولماذا يحدث؟
البداية الحقيقية
في أبريل 2016 تم الإعلان عن رؤية 2030 للسعودية، وهي خطة وُضعِت لمرحلة ما بعد النفط في محاولة لإيجاد مصادر دخل متعددة بعيدًا عن النفط والتحرر منه اقتصاديًا، الأمر الذي سيترتب عليه تطوير جميع أشكال الحياة في السعودية، ومن ضمنها -بطبيعة الحال- الرياضة التى تلقى اهتمامًا واسعًا في المملكة.
فيما يخص الرياضة، هي خطوة لا يمكننا اعتبارها البداية ولكنها كانت جزء منها، تمنك صندوق الاستثمارات العامة 80% من نادي نيوكاسل.
وبعد ذلك تم الاندماج بين LIV جولف التابع لصندوق الاستثمارات العامة وجولة PGA وDP World في حدث سيغير شكل الجولف تمامًا.
طبقًا لمحرري شبكة The Athletic الأمريكية، لم تحظ بطولةLIV بالاهتمام المتوقع لذا قرار دمج الثلاث بطولات معًا كان صادمًا بالنسبة لهم، إذ أن قرار الدمج سيؤدي لوجود نخبة من لاعبي الجولف العالميين في بطولات ستكون السعودية جزء لا يتجزأ منها وبالتالي سينتج عن ذلك القرار اهتماما كبيرا بما يحدث في المملكة.
الأمر ليس مقتصرًا فقط على الجولف، السعودية استقبلت بطولة formula E وبطولة Gamers8 التي تعتبر واحدة من أكبر بطولات الألعاب الإلكترونية، بالإضافة لعروض WWE للمصارعة.
ليس هذا فقط، أحد المصادر الحكومية أوضح لـ”The Athletic” أن السعودية تهدف إلى استضافة 25 بطولة عالمية في رياضات مختلفة، من ضمنهم كأس العالم للأندية، وفي المستقبل ربما نشاهد كأس العالم هناك.
سايمون تشاوديك أستاذ الرياضة العالمية والاقتصاد الجيوسياسي في جامعة سكيما قال في تصريحاته للشبكة الأمريكية ذاتها أنه لم يرَ شيئًا كهذا من قبل، وأنها على حد قوله: “استراتيجية رياضية مشتركة ومترابطة تهدف فيها جميع الاستثمارات إلى شيء أكبر بكثير”.
أعلم تمامُا أنك لست مهتم بمعظم الرياضات، وأن أقصى معلوماتك -على الأغلب- لم تكن تتضمن معلومات عن الجولف وسباقات السيارات، وما زال يوجد السؤال ذاته يدور في عقلك، وهو ما مدى جدية الأمر فى المملكة؟
خطة مُحكمة
دعني أولًا أخبرك قصة قصيرة -حسنًا هي قصة قصيرة حقيقية- نحن في مطار الملك فهد الدولي شهر يونيو الماضي، يوجد أماكن لبيع الوجبات السريعة، لقاءات مليئة بالمشاعر بين الأقارب والأصدقاء، صوت المذيع الداخلي يعلن عن النداء الآخير، وشاشة ضخمة تعلن عن وصول الرحلة القادمة من إنجلترا، الرحلة التي كان على متنها ستيفن جيرارد الذي وجه له مسؤولي نادي الاتفاق دعوة لتوجيه عرض له لتدريب الفريق، وكان في انتظاره حسام بدير.
حسام بدير هو المسؤول عن قطاع التطوير في نادي الاتفاق، وفي هذه الصفقة كان يتولى مهمة شرح كل ما له علاقة بالنادي وخطته للمستقبل وكيف يتم تطوير اللاعبين، مهمة حسام كانت تمهيد إتمام المفاوضات، بعد ذلك اللقاء بأسبوع قرر جيرارد أن يقبل بعرض التدريب.
حسام بدير في لقاء عبر قناة “صدى البلد” أوضح أنه في الأندية السعودية يوجد اهتمام بجانبين، الجانب الفني الذي يتضمن (مدير رياضي، مدير فني، مدير كرة قدم)، والجانب الإداري (مجلس الادارة التنفيذية ثم مدير قطاع تطوير الأعمال). نحن نتحدث عن عدد كبير من الأشخاص، يختص كل واحد منهم بعمل شيء معين ومحدد، وبالطبع يوجد فوق كل هؤلاء مجلس الإدارة الذي يشرف على كل ما يحدث؛ هذا يعني تقليل الأعباء عن عاتق الإدارة.
هذا الأمر غير مقتصر على ناد واحد، معظم أندية المملكة لها نفس النظام وإن اختلفت جودة التطبيق من ناد لآخر، لماذا؟ بسبب وجود استراتيجية دعم الأندية التي تسير بمبدأ الحوكمة، وهنا تصبح الأمور أصعب نوعًا ما.
الحوكمة هو مصطلح اقتصادي الأصل يعني مجموعة من القوانين والنظم التي تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في الأداء.
هذا النظام غير مقتصر على دوري الدرجة الأولى، فكل الأندية تخضع له، وهناك من يستطيع إيفاء الشروط فينضم له وهناك من لا يفعل، تم اللجوء له في السنوات الآخيرة في كرة القدم خاصة بعد المشاكل الاقتصادية العديدة التي واجهت غالبية فرق كرة القدم.
يوجد 6 معايير للحوكمة يتم من خلالهم إعطاء رقم، هذا الرقم يعبر عن جودة كل فريق في تطبيق الحوكمة، كلما ارتفع هذا الرقم استطاع الحصول على الدعم المادي، ويختلف الدعم المادي على حسب كمية المعايير التي حققها.
في نهاية الموسم يكون هناك التصنيف الإداري للأندية والذي يقسم الفرق إلى 6 فئات (أ، ب، ج، د، ه، و)، فمثلًا نادي الاتفاق في الموسم الماضي كان من الفئة (أ). استطاع تحقيق كمتوسط 6 من 7 لكل معيار الموسم الماضي لذلك سيحصل على دعم قدره 7 مليون ريال سعودي.
الأندية التي استطاعت البقاء في الفئات من (أ إلى ه) تحصل على الدعم المادي، أندية الفئة (و) الذي عددهم 107 نادي لم تدخل مبادرة الحوكمة من الأصل لعدم استيفائها الشروط المطلوبة، تلك الأندية تخضع لورش عمل وتدريب متواصل تمهيدًا لدخولها في التصنيف موسم 2024-2025.
يوجد أيضًا لجنة الكفاءة المالية وهي لجنة تابعة لوزارة الرياضة بالمملكة العربية السعودية، تهدف إلى تطبيق قواعد ومعايير منظمة لإدارة النادي لتطبيق أفضل ممارسات الحوكمة المالية لضمان استقرار النادي.
بشكل مبسط يوجد في كل نادي مجموعة من الاتزامات المادية؛ هذه الالتزامات تتمثل في رواتب الموظفين والعاملين والمدربيين واللاعبين، الهدف منها هو حماية الأندية السعودية من المشاكل القانونية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
الاتحاد الدولي الذي أعلن عبر موقعه الرسمي أنه في آخر 13 شهر تقريبًا تم الاستماع لـ50 نزاع فيما يخص المال، حتى أن منظمة جمعية اللاعبين المحترفين الدولية “Fifpro” التي تتعامل مع 65 ألف لاعب حذرت من التوقيع للأندية السعودية؛ لأن مشكلة دفع الرواتب متكررة في السعودية؛ لذلك لجنة الكفاءة المالية والتي تأسست منذ ثلاثة أعوام تبدو كحل فعّال لمحاربة تلك المشاكل.
بالإضافة إلى أنه في بداية شهر يونيو تم الإعلان عن استثمار صندوق الاستثمارات العامة في 4 أندية من خلال تحويلها إلى شركات 75% منهم يعود للصندوق، و25% منهم يعود لمؤسسة غير ربحية وهم (الهلال والاتحاد والنصر والأهلي) وذلك في محاولة لاكتساب استثمارات أكثر نظرًا لكونهم أكبر أندية في الدوري بأكمله.
تم أيضًا نقل ملكية 4 أندية (القادسية، العلا، الدرعية، الصقور) إلى جهات تطوير تنموية مثل أرامكو ونيوم، بالإضافة لطرح مجموعة من الأندية الأخرى من مختلف الدرجات للقطاع الخاص في الربع الأخير من عام 2023.
طموحات ومخاوف
الهدف من كل هذا هو أن يكون الدوري بين أفضل 10 دوريات في العالم بحلول عام 2030، وبحلول كأس عالم 2034 يكون تصنيف المنتخب السعودي من ضمن أفضل 20 منتخب عالميًا، وهذه الطموحات -خاصة بعد كل ما يحدث- قد نعتبرها نوعًا ما مشروعة، لكن يوجد أيضًا بعض المشاكل.
عمر شودري رئيس وحدة الذكاء في شركة Twenty First Group Company والمختصة في توليد القيمة من خلال تحسين الأداء وتعزيز المنتج الرياضي وإثارة شغف المشجعين تحدث في حوار له مع “The Athletic” عن تصنيف تضعه الشركة للفرق العالمية.
فعلى سبيل المثال قبل انتقال كريستيانو رونالدو إلى النصر كان تصنيف الدوري السعودي هو الـ58 عالميًا، بعد قدومه أصبح يحتل المركز 54 عالميًا.
شودري قام بعقد مقارنة بين الدوري السعودي والدوري الياباني الذي يعتبر الأفضل في قارة آسيا، احتل فيها الدوري الياباني المركز الـ22 عالميًا.
يقول شودري إن ما يؤثر على الدوري السعودي هو جودة اللاعبين المحليين، ففي حالة التصنيف تبعًا لأفضل 50 لاعب محترف يحتل الدوري السعودي المركز 22 عالميًا بينما الدوري الياباني يحتل المركز 24 عالميًا.
وفي حالة المقارنة باستخدام أفضل 50 لاعب محلي يصبح الدوري السعودي في المركز ال75 والياباني في المركز الـ21.
هل سيعيد التاريخ نفسه؟
السؤال المنطقي الآن، هل من الممكن تكرار تجربة الدوري الصيني مرة أخرى؟
هو ليس بالسر أو بالأمر الكبير، تجربة الدوري الصيني لم تنجح بالفعل، ولكن قبل الإجابة على السؤال فلا بد من محاولة فهم أسباب فشل التجربة الصينية.
على الرغم من أنهم قاموا بإصدار خطة رياضية مكونة من 50 نقطة إلا أنهم مع ذلك فشلوا، ويوجد عدة أسباب لذلك من أهمها أن الكرة في المقام الأول ليست اللعبة الأهم في الصين، هي لا تحظى بهذا الاهتمام الكبير.
يقول بول ويدوب الأكاديمي في وحدة السياسة الرياضية بجامعة مانشستر متروبوليتان وعضو أساسي في أكاديمية الرياضة بجامعة إدنبرة: “تحظى كرة القدم بشعبية لدى الطبقات المتوسطة الصينية، لكن لا يوجد دليل على وجود ثقافة كرة قدم نابضة بالحياة”.
ثانيًا: الاندفاع المالي وإنفاق الكثير من الأموال بصورة غير منظمة وهو شيء فاجأ الدولة ككل التي حاولت فرض القيود بعد ذلك في وقت لاحق، ولكن تلك الخطوة جاءت متأخرة.
ثالثًا: اختفاء الأندية الجماهيرية تدريجيًا خاصة بعد جائحة كورونا.
رابعًا: الفساد والوعود الكاذبة التي لم تُنفذ.
تلك الأسباب قد تبدو كافية ولكن هل في حالة عدم وجود كورونا الذي أضر بالاقتصاد كثيرًا، هل كان الدوري ليكون ناجحًا؟ الإجابة الأقرب للواقع هي لا.
الإنفاق في الدوري الصيني كان غير مدروس، رغبة من ملاك الأندية أن يعبروا عن أنفسهم أمام سيطرة مطلقة من قارة أوروبا على معظم صفقات الكرة، ولكن تلك الصفقات لم تكن أبدًا عاملًا جذابًا للدوري.
نعلم أنه تم التعاقد مع الكثير من اللاعبين الواعدين وأن آرسين فينجر وأنطونيو كونتي مدربا أرسنال وتشيلسي آنذاك حذرا الجميع من خطورة ما تفعله الصين، ولكن كل هذا كان بلا قيمة.
إذا نظرنا مثلًا إلى الدوري السعودي، فقد تم جلب لاعيبين مثل كريستيانو، وكريم بنزيمة، ونجولو كانتي، ومارسيلو بروزوفيتش، ولولا أن ليونيل ميسي لا يريد الشهرة والأضواء لذهب إلى هناك.
نحن نتحدث عن مجموعة من اللاعبين قادرين على جذب الأضواء. صنعوا مجدهم وأسمائهم الخاصة. لم يذهبوا هناك حقًا في محاولة لبدء مسيرة، لأنهم بالفعل قد صنعوها، التوجه إلى هناك في الغالبية العظمى من الوقت يكون للاعبين ما زال لهم 3 أعوام بالكاد قبل الاعتزال.
التشابه الوحيد يكمن في كمية الأموال التي يتم إنفاقها وهي غير منطقية، ولكن كل هذا سببه محاولة لجذب الانتباه، في المستقبل ربما ستتوقف السعودية عن فعل هذا.
الطريق نحو المقدمة
عودة لحديث عمر شودري مرة أخرى والذي أوضح أن نجاح أي منافسة يعود إلى ثلاثة عوامل، أولًا جودة اللاعبين المحليين.
وعلى الرغم من أن في هذه اللحظة جودة اللاعبين المحليين ليست قادرة على مجابهة المحترفين، لكن يوجد خطة لتطوير اللاعبين المحليين ومحاولة تطوير المواهب، بالإضافة إلى أن الاختلاط بلاعبين عالميين يساعد المتبقي على التطور.
فمثلًا جزء أساسي من موافقة ستيفن جيرارد على تدريب نادي الاتفاق كان رؤيته لأكاديميات الناشئين، وكيفية التعامل مع المواهب الصاعدة.
العامل الثاني هو محاولة خلق منافسة تجعل الجميع يشعر بالاهتمام لمشاهدة الدوري، بدلا من خلق ناد واحد يحقق كل البطولات.
العامل الثالث هو الأصالة أو العراقة، وجود تاريخ مثل ما يحدث مثلًا في الدوري الإنجليزي، امتلاك كل فريق لتاريخ يجعل الجميع يهتم.
قد تكون النقطة الأخيرة لعمر شودري صحيحة نوعًا ما، معظم الأندية السعودية لا تمتلك نفس التاريخ المتواجد عند الغالبية العظمى من أندية الدوري الإنجليزي، فمثلًا عدد متابعين نادي النصر على تويتر أعلى من جميع الأندية خارج الستة الكبار، ونحن هنا نتحدث عن النادي الذي يمتلك أكبر عدد من المتابعين في المملكة.
في محاولة للتغلب على هذه النقطة وطبقًا لـ”The Atheltic” حصلت شركة IMG Media على حقوق بث مباريات دوري روشن، خاصة بعد التعاقد مع كريستيانو وبنزيمة وكانتي.
IMG في يناير الموسم الماضي عقدت صفقة قصيرة المدى لبث الدوري السعودي في بريطانيا ونيجيريا واشترت بعض القنوات في أستراليا والبرازيل ورومانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والصين وتركيا مباريات من المسابقة بالفعل.
نفس الشركة تملك حصة في بث مبارايات الدوري الإنجليزي أيضًا، لذلك ربما نقطة الانتشار قابلة للحدوث.
الغسيل بالرياضة
ولأن الأمر يمس المصالح العالمية الآن، جرب أن تكتب باللغة الإنجليزية عبارة “كرة القدم في السعودية”، وبنسبة كبيرة ستجد ما لا يقل عن 5 مقالات تحاول توجيهك إلى “كيف أن السعودية تخطط لسرقة كرة القدم التي نحبها”، وفي المنتصف ستجد فيديو لجيمي كاراجير وريو فرديناند يتحدثان عن أن ما يحدث هو محاولة للتستر على انتهاكات النظام السعودي، ومحاولة لمحو الصورة السائدة عن المملكة كونها دولة لا تهتم بالحريات أو بحقوق المرأة، أو غسل أدمغة الناس عن طريق الرياضة.
في مقال على The Athletic مثلا بعنوان “كرة القدم، الجولف، فورملا 1، ركوب الدرجات، والكثير، السعودية تشتري الرياضة وهذا السبب” أجروا حوارات مع أكثر من شخص، من ضمنهم سايمون تشادويك مدير مركز الأعمال الرياضية بجامعة سالفود في مانشستر
وقال تشادويك في المقال: “الجانب الآخر من ذلك هو أنهم لا يريدون أن يتم استجوابهم، حتى هذا العام، كان هناك المزيد من الاعتقالات للأشخاص في السعودية لنشرهم تعليقات سلبية عن الحكومة. الاتفاق هو أنه يمكنك الحصول على ما تريد، ولكن لا تستجوبنا.”
لكن يوجد الكثير من الأشخاص الذين يعارضون ما يقوله كاراجير وفرديناند، فالصحفي والكاتب الأمريكي برادلي هوب مثلا في نفس المقال أيضًا، وهو مؤلف كتاب (الدم والنفط: مهمة محمد بن سلمان القاسية للسلطة العالمية) قال: “محمد بن سلمان حريص على جعل البلاد مكانًا أفضل للعيش فيه، بما في ذلك وظائف وتعليم وترفيه أفضل، الشيء الآخر المهم للغاية بالنسبة له هو جعل المملكة العربية السعودية وجهة سياحية والرياضة هي نقطة جذب كبيرة للمسافرين الدوليين”.
يخطط محمد بن سلمان لجعل المملكة العربية السعودية مكانًا لا مثيل له على وجه الأرض، ولديه الأموال اللازمة لفعل ذلك، أكبر مشروع رياضي تم الاستثمار فيه كان بمبلغ 5 مليون دولار، بينما يوجد مشاريع سياحية تم إنفاق عليها 100 مليون دولار.”
رأي صحيح؟
ما يقوله برادلي هوب به شيء من الصحة، خاصة ونحن نتحدث عن أن معظم تلك المقالات صادرة عن أشخاص من إنجلترا وأن معظم المعترضين عما يحدث في الرياضة السعودية ينتمون لإنجلترا.
هؤلاء الأشخاص أيضًا اعترضوا عما كان يحدث في الصين، واعترض أحد المسؤولين في أحد أندية الستة الكبار في الدوري الإنجليزي على فوز ليستر سيتي وأن هذا يضر “بالأعمال”.
على مدار السنين كان الدوري الإنجليزي مسيطرا على العوائد وعلى إجمالي النفقات بشكل أكبر بكثير من بقية الدوريات الكبرى، لذلك أي شيء يهدد ذلك من الطبيعي أن يكون مقابلا بالهجوم.
ولكن نحن أيضُا نتحدث عن تاريخ لا متناهي من الانتهاكات قامت به بريطانيا ولم تحاول حتى الاعتذار عنه، والكثير من حالات العنصرية بين الجماهير، لذلك فهي محاولات بائسة نوعًا ما في الحديث عما أسموه “انتهاكات سعودية”.
لأنه لا يوجد ضمان
وجهة النظر العامة الآن في إنجلترا أن ما يحدث محاولة لتغيير الحقيقة، ولا يجب القلق من هذا المشروع لأنه سيفشل مثلما فشلت كل المشاريع الأخرى لأن الدوري الإنجليزي يتميز بالعراقة ويشاهده الجميع حول العالم، والأمر لا يدور فقط حول المال.
لا نستطيع الجزم بأن مشروع السعودية الرياضي سينجح أو يفشل، من الممكن أن يحدث أي شيء خلال السنوات المقبلة يعطل هذا المشروع، المشروع الذي لا يبحث عن أن يكون الأفضل في الأساس، هم فقط يحاولون أن يكونوا بين الأفضل عن طريق خطة واضحة لا يمكن نكرانها، عملية أن يكونوا الأفضل هذه ستستغرق الكثير وربما لن يراها جيلنا على الأقل.
المصادر
قناة صدى البلد
شبكة ذا أثليتك
وزارة الرياضة السعودية
صحيفة إندبندنت