حوادث و قضايا

في ذكرى ميلاد «خير الأنام»| عادات وتقاليد 9 دول إسلامية حول العالم.. والحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
google news

يُعتبر يوم مولد رسولنا الكريم أهم وأعظم حدث على مر القرون فهو نور الهداية والرحمة للعالمين، جاء برسالة سماوية عظيمة وخالدة فهو ليس يومًا عاديًا ولكنه يُعد بداية النهوض لهذه الأمة، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا النهوض بتلك الرسالة العظيمة هي رسالة الإسلام التي نقلها الرسول محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- خاتم الأنبياء والمرسلين إلى العالمين، وتخليدًا لتلك الذكرى يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بميلاد رسول الإنسانية سيدنا محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام.

وترصد «البوابة نيوز» مظاهر عادات وتقاليد الاحتفال بالمولد النبوي في بعض الدول العربية والإسلامية، والحكم الشرعي في الاحتفال بذكرى مولد «خير الأنام»، خلال السطور التالية:

يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بذكرى ميلاد خاتم الرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نبي المسلمين، في اليوم  الثاني عشر من ربيع الأول مع أجواء من الفرحة في كل الدول المسلمين وبالأخص الدول العربية.

وتختلف عادات الاحتفال بالمولد النبوي من بلد لآخر، ومن مكان إلى مكان، وذلك حسب عادات وتقاليد أهل بلد من البلدان، لكن في النهاية يظل غرض المسلمين هو الاحتفال والاحتفاء بميلاد سيد الخلق -عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، حيث أنه يعد هذا اليوم يومًا استثنائيًا وذا مكانة خاصة على قلوب المسلمين.

1- احتفال المصريين بالمولد النبوي


من عادات احتفال المصريين بالمولد النبوي الشريف هو حرصهم على شراء “حلوى” المولد بتنوع أشكالها من الشوادر قبل حلول ذكرى المولد بأيام.


ويحرص المصريون على شراء عروسة المولد للفتيات والحصان للأولاد كنوع من الهدايا، كما تقوم السيدات في اليوم الثاني وفي اليوم الثاني بطهي أشهى المأكولات، وتقوم الطرق الصوفية بإقامة حلقات للذكر والجلوس والاستماع إلى المنشدين والمداحين في ساحات مساجد آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام وتنتشر مدائح الرسول والإنشاد الديني، وإخراج الصدقات في ذلك اليوم.

2- احتفال السودان بذكرى المولد النبوي

يهتم شعب السودان بإحياء ذكرى مولد المصطفى عليه السلام اهتمامًا كبيرًا حيث  تمثل احتفالات المولد النبوي لديهم من التقاليد التي نشأوا عليها منذ قرون يشكل بالنسبة لهم   المصدر والقدوة في تحقق السلام الاجتماعي والمحبة بين الناس.وتُنظم الدولة في هذا الحدث المشهود بالتنسيق مع الجماعات الدينية وبالأخص الطرق الصوفية، احتفالات ضخمة ومواكب حاشدة في كافة أنحاء البلاد.


ويحرص شعب السودان على شراء حلوى المولد النبوي كمظهر من مظاهر الاحتفالات وجلب الفرح والسرور وكسب معيشتهم، وكذلك يقوميون بإقامة حلقات للذكر في احتفال السودانين بذكرى المولد النبوي ويمتزج الذكر والمدح والصلوات بالإطعام والإنفاق في أوجه الخير.

3- احتفال المغرب بذكرى المولد النبوي

المولد النبوي لدى شعب المغرب يعرف باسم “الميلودية”، ومع حلول المولد النبوي  من كل عام تبدأ الطقوس والاحتفالات التي اعتاد المغاربة على إحيائها تعظيمًا لمولد خاتم الرسل، فضلًا عن إقامةحلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم بالمساجد بالإضافة إلى الإنشاد الديني الذي يقيمه جميع المدن المغربية وتحييها أجمل الأصوات صادحة بمديح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.


أما بالنسبة للأكلات المغربية المعروفة فى هذا اليوم فمنها: “السفة المدفونة، والكسكسي بالتفاية، واللحم الممزوج بالبرقوق والمشمش والمكسرات والدجاج المحمر”، وصنع الحلوى المغربية، ويقوم الآباء بشراء الملابس الجديدة لأطفالهم في تلك المناسبة.


وتمثل ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة للم شمل الأسرة على موائد الطعام، التي يحضرها الأهل والأصدقاء ويقومون بترديد الأناشيد التي تدور حول حياة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4- احتفال الجزائر بذكرى المولد النبوي


تعد هذه المناسبة الدينية جزءًا لا يتجزأ من الموروث الثقافي والاجتماعي للعائلات الجزائرية والنسيج الروحي الذي تتلاقى فيه النفوس الطيبة في المساجد والمنازل وكذلك الشوارع.


والاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالجزائر تتنوع وتختلف من ولاية لأخرى من ولايات الجزائر الـ48، لكن المشترك بينها كلها هو أنها موروثة منذ مئات السنين، وتعد مدينة مستغانم مركز الاحتفالات بذكرى المولد النبوي، حيث تشهد أكبر تجمع للطرق الصوفية.


فيقود الإمام في المساجد بإقامة حلقات الذكر والابتهالات، ويردد المصلون ورائه الأناشيد والقصائد التي تتغنى بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ينظم عدد من المساجد مسابقات دينية للأطفال في تلاوة القرآن والمعلومات الدينية.


وتحرص البيوت في الجزائر المكونة من عائلات على تبادل الزيارات للتهنئة بالمولد النبوي الشريف، ويجتمع كل أفراد العائلة بـ«منزل العائلة»؛ وذلك لتبادل التهاني مع الأقارب والأصدقاء، مع تلاوة القرآن.

أما بالنسبة لما يتم تقديمه في مثل تلك المناسبة فتحتوي على أشهر الأطباق التقليدية في المائدة الجزائرية في هذا اليوم المبارك “الشخشوخة”، وهي عبارة عن عجين من القمح اللين والماء والملح ثم تقطع إلى قطع صغيرة ويتم تقديمها مع اللحم والدجاج، وكذلك “الرشتة”، وهي عبارة عن رقائق من العجين وتقطع طوليا وتترك لتجف وبعد ذلك يتم طهيها وتقديمها مع الدجاج والبيض والخضروات، إلى جانب الحلوى مثل “الطمينة” وهي حلوى جزائرية تقليدية، تصنع بالسميد والعسل والزبدة.

وتقوم معظم الأسر الجزائرية على بإشعال الشموع من أشكال وألوان مختلفة في كل أركان المنزل وعلى مائدة العشاء لتضفي جوا بهيجا على المكان.

كما يُعد البخور بكل أنواعه من أشهر العطر التي تفوح به بيوت الجزائريين منذ ليلة المولد النبوي الشريف، كما تفضل بعض العائلات إعداد بخور تقليدية من خلال وضع الجمر أسفل البخور، لتشع بدخان كثيف ذو رائحة قوية تصل إلى الشوارع.


كذلك في هذه المناسبة يفضل الشباب والأطفال في الجزائر الاحتفال في الشوارع لوقت متأخر من ساعات الليل، وتعتبر الألعاب النارية والمفرقعات وبعض اللعب المضيئة أشهر تقاليدهم التي يحيون بها المناسبة، وذلك بالرغم من تحذيرات السلطات الجزائرية من خطورة هذه الألعاب لما قد تسببه من إصابات أو حرائق.

أما بالنسبة لنساء الجزائر فالغالبية يحرصن على ارتداء ملابس تقليدية ذات زينة مثل: “القفطان” وهو رداء بأكمام طويلة ويصل إلى الكاحلين، وبالنسبة للرجال فيرتدي عدد كبير من الرجال “الجلباب” كزي إسلامي، فيما ترتدي الأطفال ملابس تقليدية أو أخرى جديدة.

5-  احتفال فلسطين بذكرى المولد النبوي


يحتفل الشعب الفلسطيني بذكرى خاتم الرسل، وذلك بإقامة الحلقات الدينية، والتواشيح والذكر، والاحتفالات الدينية، وكذلك مهرجانات الإنشاد في المساجد، إضافة إلى الاحتفالات العائلية والزيارات التي يصحبها تبادل الحلوى الفلسطينية الموروثة مثل: “النمورة” و”الكنافة” وغيرها من الأصناف.

 

6- الاحتفال بالمولد النبوي في السعودية


للشعب السعودي عاداته الخاصة بالاحتفال بهذه المناسبة الشريفة، حيث يقومون بتلاوة الخطب الدينية وإضاءة 16 حزمة ضوئية ببرج الساعة بالحرم المكي للاحتفال بتلك المناسبة، ويصل مدى تلك الأنوار في مكة المكرمة إلى 10 كيلو متر إلى الأعلى، فيما يتبادل الشعب الزيارات والتهاني أيضًا، وإعداد بعض الوجبات السعودية.

7- الاحتفال بالمولد النبوي في سلطنة عمان


احتفال سلطنة عمان بالمولد النبوي الشريف له دلائل كثيرة التي تعكس صورة عاداتها الدينية، والثقافية، حيث تقيم  العديد من الفنون الشعبية منها “فن المولد النبوى الشريف”،  وهو عبارة عن تجمع في أجواء دينية ويقوم الحاضرون بترديد قصائد فى مدح النبى -صلى الله عليه وسلم.


وللمولد النبوي في عمان قسمان، أولهما، المولد النبوى، وهو:عبارة عن موشحات دينية، وأناشيد يقام فى قالب دينى، وثانيهما: المالد، وهو عبارة عن صف يتمايل أمام قائد المجموعة يتمايلون وهم يمدحون النبى _ صلى الله عليه وآله وسلم – ويسمى هذا الفن بالهوامة.


8- الاحتفال بالمولد النبوي في ليبيا


الاحتفال بالمولد النبوي في ليبيا يأخذ طابع شعبي، حيث يبدأ الاحتفال بتلك المناسبة في المساجد بتلاوة القرآن وإلقاء دروس الوعظ والمدائح الصفوية والحضرة التي تستخدم فيها الطبول والدفوف، وتوزع الحلوى والشاي، ويتم إشعال البخور والتطيب، ويقوم الآباء والأمهات بشراء الهدايا والتي تعد الخمسية من أشهرها، وهي عبارة عن شجرة ميلاد تصنع يدويًا من الخشب ويتم تزيينها بالورود البيضاء والحمراء والوردية.


ويحرص الشباب والصبيان في تلك المناسبة على الوقوف أمام البيوت واللعب بالألعاب النارية ومنها النجوم ممسكين بالقناديل المصنوعة من الخيش، فيما تحمل البنات الشموع أمام المنازل، وعادة ما يردد الأطفال أغاني المولد، بجانب إشعال شمعة الرسول الكريم. 

9- الاحتفال بالمولد النبوي في أندونيسيا

يعتبر الإندونيسيون مناسبة ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من أعظم الاحتفالات حيث تشكل لديهم طابع خاص، وهي مناسبة بالنسبة لهم مهمة لإظهار مشاعرهم تجاه الرسول -صلى الله عليه وسلم.

ويقيم الإندونيسيون مجالس العلم، والاحتفالات بالمساجد والمعاهد الدينية، بجانب زيارة دور الأيتام وتوزيع الهدايا، ومسابقات تلاوة القرآن الكريم، وقراءة قصيدة البردة للإمام البوصيري، وزيارة قبور الأولياء الله الصالحين.

الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي


قالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي  إن الاحتفال بالمولد النبوي ذكرى ميلاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، هو أمر جائز شرعًا وأنه ليس «بدعة».

ونشرت دار الإفتاء المصرية بيانًا عبر موقعها تشير فيه بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وجاء فيه:

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه الحاكم في «المستدرك» وقال عَقِبَهُ: [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ] اهـ. ورواه مسلم

وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -». هذا الحديث أصل في الاحتفال والاهتمام بالمولد النبوي الشريف، حيث إنه صلى الله عليه وآله وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام.

وتابعت دار الإفتاء: «للمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة، وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإِلهي معلوم قطعا من الشريعة، ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم، وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي، ووجوده بين أظهرنا، وهدايتنا لشريعته، مما تقره الأصول».

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى