ما هي سجدة التلاوة وهل يشترط الوضوء واستقبال القبلة؟
قالت دار الإفتاء المصرية إن سجود التلاوة عند مواضعه من القرآن الكريم سنة مؤكدة في حق القارئ والسامع؛ فيثاب فاعله ولا يؤاخذ تاركه.
وأضافت دار الإفتاء أنه يشترط له أن يكون الساجد على وضوء، وهناك توسعة في الذكر باللسان لمن لم يتمكن من السجود؛ بأن يقول: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن سجود التلاوة سنة مؤكدة، فإذا فعلها الإنسان أثيب عليها.
وإن تركها لا يعاقب؛ لأنه ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ السجدة التي في سورة “النحل” على المنبر، فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الأخرى فلم يسجد، ثم قال “إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء”، وذلك بحضور الصحابة “رضي الله عنهم”.
وأضاف علي جمعة، في إجابته عن سؤال ورد إليه خلال أحد الدروس الدينية المذاعة عبر موقع “يوتيوب”، مضمونه “هل يشترط الوضوء واستقبال القبلة لسجود التلاوة؟”، أن هناك خلافا بين الفقهاء فإذا ضاق عليك الحال فقلد من أجاز.
وقال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إن سجود التلاوة سُنة وقربة وطاعة فعله المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولكن ليس له حكم الصلاة في أصح قول للعلماء.
وأضاف عاشور، أن سجدة التلاوة الأفضل فيها استقبال القبلة، فسيدنا عمر كان على المنبر فجاءت آية سجدة فنزل واتجه إلى القبلة وكبر وسجد فهذا هو الصحيح.
فالأفضل أن يسجد القارئ للقبلة وأن يكون على طهارة إذا تيسر ذلك، لكن لو سجد إلى غير القبلة أو على غير طهارة أجزأ ذلك على الصحيح.
وأشار إلى أن سجدة التلاوة مستحبة وليست واجبة ولو لم يسجد الإنسان عند قراءته للقرآن فلا يكون عليه شيء، فمن الممكن أن يسجد فى آخر قراءته للقرآن جميع السجدات ولا شيء عليه فى ذلك.
فهى على المذهب المفتى به فى دار الإفتاء أنه لها نفس الشروط للصلاة نستقبل القبلة ونكون على وضوء.
وأوضحت دار الافتاء، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن سجدة التلاوة تؤدى بسجدة واحدة، وتكون بين تكبيرتين، مشيرة إلى أنه يستحب أن يختم بتسليمتين إذا كان السجود خارج الصلاة.
خروجًا من خلاف من أوجب التسليم، وهم الشافعية والحنابلة في الراجح عندهم.
وذكرت أن من يسجد للتلاوة إن قال في سجوده للتلاوة ما يقوله في سجود الصلاة جاز، وكان حسنا، وسواء فيه التسبيح والدعاء.
موضحة أنه يستحب أن يقول في سجوده ما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجود القرآن: «سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته» أخرجه الترمذي في سننه، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وتابعت: «وإن قال: اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ» فهو حسن.