ملتقى الإبداع

“أونلاين وغير متاح” |خواطربسمة قابيل

اليوم زحمة ، الضوء العالي في النهار بيعملي توتر ، صوت العربيات والناس والدوشة الكتير ، زحمة التفاصيل ، شباك العربية مقفول بس كل تفاصيل في الشارع راكبة في الكرسي اللي جمبي ، حقيقي مش برتاح غير وأنا في أوضتي ، ضوء الموبايل بس هو اللي منور المكان ، مش سامع صوت حاجة غير صوتي وأنا بتنفس ، برتاااااح شوية من كل الصراعات اللي شوفتها علي مدار اليوم ، صوت رسالة ورا التانية ورا التالته ، عملت الموبايل سايلنت .. شوية كلام ” مش بتردي ليه ، ماشي ياستي براحتك ، أنا مش هعبرك تاني ، طب علي الاقل إطمني شوفي عايزاكي ليه ، مانتي اونلاين اهو مش بتشوفي الرساله ليه ، براحتك شوفي الرسالة من برة” وعلي إطار الكلام ده كتيييييير جدآ… أنا عارفة إن قدامكم أونلاين .. بس في الحقيقة أنا أوفلاين من العالم الخارجي كله بأكمله .. محتاجة في اللحظة دي بس أسمع صوت أفكاري وبس وللعلم لو أطول أخليها تسكت هي كمان هعمل كدة… محتاجة أحس بهدوء ، مش عايزة التداخل والتشتت بتاع الناس كلها يحتلني كمان في اللحظة دي .. أنا تقريبا ببقي عايزة أبقي أوفلاين من مشاعري ومن ذاتي ومن تفكيري ، أنا عايزة أبقي حاسة باللاشئ .. مساحة حرة ليا لواحدي .. مش قصدي أبدآ تجاهل ، مش قصدي طناش ، مش قصدي حاجة غير هدنة وراحة وبس وغالبآ انا مش ببقي شايفة الموبايل أصلا حتي لو عملت سين للرسالة صدقوني انا ببقي مش شيفاها اصلآ وبنسي تمامآ أن فتحت الشات .. ناس كتير زي ، ممكن يحسو اللحظة دي في أي وقت ، ممكن قبل النوم ، لحظة ما في الشغل ، المواصلات ، طريق طويل مع شباك مفتوح فواحد فصل نفسه فجأة عن العالم ، وقت أجازة ، وقت حد هيشرب قهوة ويدندن مع نفسه ، التواصل الاجتماعي عن طريق السوشيال ميديا خلي بجد مساحة التواصل صغيرة جدا ، اي حد ممكن يبعت لاي حد في أي وقت دون مراعاة ظروف الطرف التاني ، زمان كان ممكن يقولو مترنش دلوقتي أكيد نام ، استني ده لسة صاحي ، لا ده وقته شغله ، وبتبقي رنة رد تمام ماردش يبقي مش فاضي ، لكن حاليا لا ازاااااي ، ده بيطنش ، ده قاصد مش يرد دون مراعاة الوقت أو الظروف ، أو أي حاجة للطرف التاني ، “علامة الاونلاين مش إشارة تماما أن الشخص ده قادر يتكلم دلوقتي أو متاح دلوقتي “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى