بليغ بدوي يكتب: الشخص “الحرنكش”
الشخص “الحرنكش” هو شخص يشبه ثمرة الحرنكش فى مظهرها يبدو كبيرا و لكن لو فتشت داخلة ستجده صغيرا. يحس بداخله بنقص شديد، فهو يشعر بعجزه و صغر مكانته و افتقاده لمهارات معينه مقارنة بالأخرين،لذلك يلجأ الى تغليف نفسه بقشرة خارجية كبيرة مثل قشرة ثمرة الحرنكش، حتى يظنه الناس كبيرا عن حجمه الأصلى، و عندما تتعمق فى دراسة هذا الشخص و تخترق تلك الطبقة التى يحمى بها حجمه الفعلى الصغير، تكتشف حقيفته المؤسفه و هى أنه ليس بهذا الحجم الذي كنت تظنه فهو مثل ثمرة الحرنكش الصغيرة.
هذه الشخصية مريضة نفسيا، فهى تعانى من جنون العظمة، و ترى نفسها فوق الجميع و أكبر من الجميع، و الكارثة أنها لا تقف أمام المرآه أبدا لترى حقيقة نفسها، فهى شخصية تعشق إسلوب النعامة التى تخبىء رأسها فى الرمل و تظن أن الناس لا يرونها.
ما أكثر الأشخاص “الحرنكش” فى هذه الأيام.
هل صادفت يوما ما ذلك الشخص "الحرنكش" ؟ بالطيع الإجابة "نعم".فالحياة مليئة من هذه النوعية من الاشخاص. بالنسبة لى، قابلت شخص كان يتحدث عن نفسه و كأنه عنترة بن شداد أو أبو زيد الهلالى سلامه، و هو فى الحقيقة لم ير السيف مطلقا او لم يمتطى جواد قط، وكنت أستفز من داخلى، أريد ان أقول له : أنت لا شيء! ، و لكن كنت أخشى أن أصيبه پأذى نفسي يؤثر على نفسيته، و كنت أقول لنفسي: طالما نصبت نفسك محللا نفسيا قادرا على تصنيف الناس، فعلىك أن تتعامل معهم بحكمة و قلب الطبيب. فقررت ان أتقبل شخصيته و لا أضجر، فكنت أستمع له و أنصت، بل أحيانا كنت أستمتع لقصصه الخيالية عن مغامراته و معارفه و لا أسخر منها و لا أتهكم عليه. أدركت أنى نجحت عندما بدأت أشتاق اليه و إلى أحاديثه عندما كان يغيب عنى.
الفكرة هنا التى أريد إيضاحها هى تقبل الآخر بكل ماعليه فنحن لا نصنع الأشخاص، و إنما نحن جميعا خلق الله الذى إبتلى بعضنا ببعض الأمراض ليرفع بها المبتلى درجات لا نعرف ما مداها. تعلمت أيضا انه إذا نصبت نفسك قاضيا على الناس، فكن حكما عادلا و احكم بروح القانون و الا تكن مثل القاضى الأمريكى الشهير الذى تنتشر له مقاطع فيديو على اليوتيوب و صفحات التواصل الإجتماعى والذي يتعامل بروح القانون و يبتسم و يشيد و يرفع العقوبة و يحاور الأطفال و يقدر كبار السن و يعطينا مثالا جيدا للتسامح و العفو عن الآخرين حتى لو كانوا مذنبين.
إجبروا الخواطر و لا تكسروها ، و تقبلوا عيوب الآخرين، فالكمال لله العلى العظيم فقط.