كُتاب الكيان

السيد الطحان يكتب :
مراكز الشباب.. من أمن العقاب أساء الأدب

مراكز الشباب في مصر من المفروض أنها الأماكن المخصصة والمؤهلة تماما لتربية وتنشئة الشباب التنشئة السليمة .
وكما تنص لوائحها على أن ( مراكز الشباب هيئة تربوية تهدف إلى إعداد الشباب إعدادا سليما من النواحي الخلقية والوطنية والرياضية والاجتماعية والروحية من خلال تنمية الوعي الثقافي والتنشئة الصالحة والتزويد بالمهارات وتنمية القدرات واكتشاف المواهب واستثمار وقت فراغ الشباب لبناء قدراتهم وتدريبهم على تحمل المسئولية ) .

بنود رائعة تطويها ــ استهلالا ــ صفحات لائحة النظام الاساسى لمراكز الشباب لو تم تطبيق نسبة 10% منها التطبيق الصحيح والملائم وبنسبة 10% من وعى الضمير والمسئولية الحقيقية لانتقلت مصر بخطى أوسع وأسرع إلى فضاءات التقدم والرقى اللذان لم تصل إليهما أعلى الدول تقدما وتحضرا ورقيا .

أما ما يحدث على ارض الواقع وبشكل مزرى وواضح وفاضح عكس ذلك تماما دون حساب أو عقاب بل والأدهى والأمرّ من ذلك أن المسئولين عن رقابة تطبيق هذه اللوائح أنفسهم يحتاجون إلى رقابة مستديمة ليست من ضمائرهم بل من الجهات الرقابية المنوط بها وضع حدود للتسيب والهمجية اللتان تضران بمصلحة الوطن والمواطن
حيث تأتى في مستهل مصاف المسئولية عن تدهور المنظومة الشبابية والتربوية مجالس إدارات مراكز الشباب تأتى بالانتخاب كتطبيق لنظام ديمقراطي ننشده وتنشده كل الدول التي تود الارتقاء بنفسها وبمواطنيها ، في أحيان كثيرة تأتى هذه الانتخابات بأفراد يفتقدون تحمل المسئولية بل ويفتقدون إلى احترام الوطن والمواطن.
في الأساس جاءوا كمسمى منظومة مجلس إدارة المفروض انه قادر على اتخاذ القرارات التي من شأنها تعديل أو تطبيق لوائح وضعية هدفها اسمي وارقي بكثير من ثقافتهم البالية وأهدافهم ناهيك عن إهدار للمال العام .

حيث يأتي بعض الروساءمتباهيا بأنه الحاكم بأمره حوله حاشية ودراويش ماهم إلا مجموعة من المنتفعين يتقاسمون التورتة بكاملها بعد أن يكفوا بصره عن مسئولية أرادها الله أن تكون في ميزان حسناته من خلال عمل تطوعي أجره كاملا عند الله .
يحدث كل هذا في غياب مواد أو بنود قاطعة فى اللوائح والقوانين الخاصة لمحاسبة مجالس الإدارات التي تهين الشباب في عقر دارهم بعدم أمانة أعضائها وعدم قدرتهم على تحمل المسئولية وحتى عدم قدرتهم على استيعاب القوانين واللوائح التي يعملون تحت طائلتها وما هم في النهاية الا همّ وغمّ وكرب عظيم على قلب وطن يريد أن ينهض .
المهم والاهم وما نود قوله انه أصبح واجبا على الدولة الوصول إلى نظام أفضل من هذا النظام الانتخابي وأيضا نظام تعيين المجالس المؤقتة التي تأتى وتذهب بلا وظيفة ولا مهام ولا انجاز ولا رؤى ولا اى شيء يفيد هذه الفئة الأكثر تأثيرا في اى دولة وهى الشباب .
القول الفصل في هذا النظام المريض التي لابد أن الا تأمنه دولة بحجم مصر إما الوقوف على نظام جديد فاعل في اختيار أصحاب القرار في مراكز الشباب أو تعديل اللوائح العقيمة الموجودة حاليا على أن تنص على نظام عقابي مغلظ يطبق فعليا على ارض الواقع دون وساطة أو محسوبية لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات جسم الوطن الشبابي بالإهمال وعدم الأمانة احيانا وعدم تحمل المسئولية كما ينبغى إذا أرادوا لمصر أن تنهض بشبابها حقا وصدقا وليس كلاما معسولا أو ألفاظ صارخة فارغة من محتوى حقيقي يتصدى لواقع مؤسف لا نهاية له الا المزيد من الفشل الذي يصل بنا إلى الهاوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى