كُتاب الكيان

حسام الامام يكتب| نعمة التخلف

تغنت قديماً ميادة الحناوي باغنيتها المميزه نعمة النسيان والتي شدت من خلالها بتلك النعمه التي من الله علي عباده بها لنسيان الآلام والجراح.
وجاءت التكنولوجيا الحديثه لتصنع اجهزه وأدوات لحفظ الذكريات بكل انواعها ، ولكن كيف استخدم العرب هذه التكنولوجيا وكيف استخدمها الغرب ؟
نجح الغرب في انشاء تطبيقات عديده استطاع اصحابها ان يعتلوا الدرجات الأولي في قوائم اغنياء العالم

واستطاعوا ان يبثوا من خلال تلك التطبيقات والبرامج افكارهم الابداعيه وكذلك افكارهم الملوثه للمبادئ ، وبجداره اقتبس العرب الافكار الملوثه والبرامج والتطبيقات المثيره للجدل والفتنه اكثر مما بثه الغرب من مثيلتها المفيده من برامج تعليم اللغات والترجمه ……. الخ .
تركنا كل تلك البرامج وتوجهنا الي صفحات الهلس بكل جوارحنا فاصبح من ليس لديه سناب شات متخلفاً ومن لم يتعري علي التيك توك ولافلي رجعياً وفاشلاً ومن لا يملك حساب وهمي علي فيس بوك جاهلاً ، اي فكر هذا الذي ننساق خلفه بكل قوتنا وتركنا صغارنا ينساقون خلفه متناسين العادات والتقاليد العربيه التي نشأنا عليها ، وكأن تقليد الغرب في قذارتهم الدنيويه هي قمة التقدم والتحضر ، اذا كان هذا هو التقدم فاتمني ان احيا في نعمة التخلف والرجعية حتي اكون راضياً عن ذاتي وقدوة لابنائي رغم يقيني بان ابنائي لن يسيروا خلفي الي طريق التخلف وسيتوجهون الي ما يسمي التقدم والتحضر الذي خطف العقول والابصار ولكن ابذلوا قصاري جهدكم لعمل توازن لابنائكم بين التحضر والعادات العربيه ، بين الاخلاق واللا اخلاق
فلنأخذ من الغرب ثقتهم في انفسهم وعملهم الدؤوب ودعم العقول الجديده بافكارها وطموحها ، فلنأخذ من الغرب احترامهم للوقت وتقديسهم للعمل وليس كما قال الدكتور / مصطفي محمود رحمة الله عليه اننا اخذنا من الغرب ( دورات المياه فقط ) والتي كان يقصد بها الاختلاط وزواج الدم والصداقات المفتوحه بين الجنسين من الشباب .
راقبوا ابنائكم وما يتعلمونه من تلك الشبكه العنكبوتيه التي تضم المفيد والضار ، راقبوا ما ينشره الابناء حتي لا يبث غريباً السم لعقولهم وافكارهم ، راقبوا الابناء حتي لا نجد يوما احدهم مدمناً او صاحب فكر متطرف وفتيات الامه العربيه هن درر وتيجان فوق الرؤوس فتابعوهم فالابناء هم ثروتنا الحقيقيه التي وهبها لنا الله حفظ الله امتنا العربيه وشباب تلك الامه ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .
الي كل رب اسرة اذا كان التخلف والرجعية هو الحفاظ علي مبادئ وقيم واخلاق المجتمع العربي فاهلاً ومرحباً بنعمة التخلف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى