كُتاب الكيان

د.خالد عاشور يكتب| جائزة نوبل.. الحالمون بها والرافضون لها

يتابع العالم هذه الأيام بشغف الأسماء التي يُعلن عنها تباعًا، تلك التي تفوز بجائزة نوبل، الجائزة الأرفع عالميًا في مجالاتها المختلفة.

ويتابع العالم بشغف أكبرالأسماء الفائزة في مجالي الأدب والسلام، وبشغف أقل في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد.

ومنذ أن فاز نجيب محفوظ بهذه الجائزة عام 1988، والعالم العربي ينتظر كل عام أن يتلو محفوظ أديب عربي آخر يكسر احتكار الرجل عربيًا لهذه الجائزة في الأدب.

ففي المجالات الأخرى تعددت الأسماء العربية: في السلام فاز بها أنور السادات 1978 وياسر عرفات 1994 ومحمد البرادعي 2005 وتوكل كرمان 2011 ونادية مراد 2018 .

لكن ربما لا يعرف الكثيرون أن هناك أدباءعربًا آخرين غير محفوظ ترشحوا للجائزة دون أن يحظوا بها، مثل طه حسين في الأربعينيات، وتوفيق الحكيم في السبعينيات، ويوسف إدريس في الثمانينيات، وأدونيس في التسعينيات.

وعلى الرغم من أن حلم الحصول على هذه الجائزة المرموقة يداعب كل عام أدباء العالم بلا استثناء، فإن من طرائف هذه الجائزة أن هناك أدباء رفضوها بعد أن أعلن عن فوزهم بها.

الشاعر السويدي إريك أكسل كارلفلت، كان ضمن المرشحين للجائزة، ولكنه طلب من اللجنة أن تُزيل اسمه من قائمة المرشحين، وبالفعل تمت إزالته، ولكنها مُنحت له بعد وفاته في 1931.

وتكرر الأمر من قبل الكاتب الأيرلندي، جورج برنارد شو، عام 1925، حين أعلن رفضه لفوزه بالجائزة المادية لجائزة نوبل في الآداب، ثم عاد مرة أخرى وقبل التكريم فقط، قائلاً: “جائزة نوبل تشبه طوق النجاة الذي يتم إلقاؤه لأحد الأشخاص، بعد أن يكون هذا الشخص قد وصل إلى الشاطئ‏”.
كما سخر من “ألفريد نوبل” مؤسس الجائزة، الذي جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت‏، حيث قال: “أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل، إنني أكتب لمن يقرأ، لا لأنال جائزة”، ثم عاد وقبل التكريم وقام بتوزيع مال الجائزة.

أما الأديب الروسي “بوريس باسترناك” فقد رفض جائزة نوبل في الآداب، بعد فوزه بها عام 1958، عن رواية “دكتور زيفاجو”، حيث أجبرته السلطات في الاتحاد السوفيتي على رفضها.

وانصاع باسترناك لذلك خوفاً من إسقاط جنسيته، حسبما هددته السلطات السوفيتية، قبل أن تمنع نشر روايته، ولكنه عاد وتسلم الجائزة بعد ذلك بعدة سنوات في عام 1989، بعد أن وصل ميخائيل جورباتشوف إلى الحكم عام 1988.

وقد كرر الكاتب الروسي ألكسندر سولنجسين الأمر عام عندما اعتذرعام 1970 عن عن عدم قبول الجائزة، خوفاً من إسقاط جنسيته وعدم قدرته على العودة مرة أخرى إلى البلاد.
أما جان بول سارتر الفيلسوف الفرنسي فقد فاز بالجائزة عام ‏ 1964 ولكنه رفض قبولها، كما رفض أي تكريم قبلها وبعدها، وحين سُئل عن سبب رفضه الدائم، أجاب أنه على الكاتب ألا يسمح لأحد بتحويله إلى ‏مؤسسة للتكسب.

ولعل سارتر ليس أول من رفض الجائزة، إلا أنه أول من رفضها فى مجال الأدب، وأصر على موقفه حتى النهاية، حيث أرسل خطاباً إلى الأكاديمية السويدية يعلمهم بعدم ترشيح اسمه فى الجائزة، لكن الخطاب وصل متأخراً قرابة شهر، وكان اسم سارتر هو الفائز.

وبالتالي لم يحضر الكاتب والفيلسوف الفرنسي الأشهر حفل “نوبل” التقليدى، ولم يقبلها فيما بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى