كُتاب الكيان

حسام الامام يكتب.. شخصيات كويتية لن تنسي ( 1 )


بمناسبة اقتراب ذكري الاعياد الوطنيه لدولة الكويت الشقيقه اتشرف ببدء سلسله للحديث عن شخصيات كويتية تركت بصمه ليس في التاريخ الكويتي وحسب بل وفي قلب كل من كان قريباً منها او تعامل معها واول من دق القلب للحديث عنه هو هذا الرجل الذي لم يترك بصمته في القلب فقط بل كان له اثراً كبيراً في حياتي انه صاحب الوجه البشوش دوماً والابتسامة التي لا تفارق هذا الوجه انه / منصور الميل مراقب البرامج الرياضية في اذاعة الكويت بل ومؤسسها وصاحب الصولات والجولات في هذا المجال ، فكثيراً من شباب الجيل الحالي لا يعرف من هو منصور الميل وماذا قدم لوطنه الغالي والذي كان دوماً يحمله في قلبه اينما حل ورحل وبين تلك السطور تعريف بسيط لهذا الرجل والذي لن توفيه كلماتي البسيطه حقه ، وحتي اكون منصفا واميناً ساتحدث عن الفتره التي عاصرته خلالها .
منصور الميل الذي لم يغادر الكويت اثناء الغزو العراقي الغاشم وظل صامداً مدافعاً عن تراب الكويت وظل مجاهداً حتي من الله عَلِي الكويت وشعبها بنعمة التحرير وما ان تم هذا حتي انطلق منصور الميل ومعه كتيبه من ابناء الاذاعه الكويتيه ليعيدوا تأسيس وتنظيف مبني الاذاعة وكان يوسف عبد الرضا فارسا معه ويدا بيد والمغفور له فؤاد المزيدي واحمد عسكر لاعب المنتخب الوطني والعسكري ولاعب النادي العربي السابق واسماء رنانه توجهت الي هذا الصرح وانطلق العمل لاعادة اذاعة دولة الكويت الي ما كانت عليه ، وبعد ان رتب منصور الميل ورفاقه هذا المبني انطلقوا ليقدموا ابداعات اذاعية رسخت في عقول الشعب الكويتي .
وعلي المستوي الشخصي كان منصور من الشخصيات التي تترك اثرها في قلب من يلتقي بها منذ اللحظة الاولي فكان صديقاً مخلصاً واباً حنوناً عطوفاً ورجل لا يخشي في الحق لومة لائم ، قدم منصور الميل للاعلام عدداً من الشخصيات التي اصبحت نبراساً للاعلام الخليجي منهم المتألق دوماً بسام الجزاف ، المبدع صالح الشمالي ، الانيق عبد الحكيم السبتي ولم يتواني لحظه عن منح الفرص لشباب الكويت سواء في مجال التقديم – الاعداد – الاخراج – المونتاج .
انه الشخصيه التي يصعب نسيانها والتي اطلقت معظم الالقاب عَلِي الشخصيات الرياضيه في تلك الحقبه ومنها شيخ المعلقين الرياضيين العم خالد الحربان الذي اطلق عليه منصور الميل من خلال احد البرامج ( ملح الرياضة الكويتيه ) ولا يزال هذا اللقب يلازمه حتي يومنا هذا ، رحل منصور الميل تاركاً ارثاً يفخر به ابناء عائلته التي قدمت رجالاً لن ينساها التاريخ ، رحل صاحب القلب الكبير في عام 1993 وتحديدا في ابريل ولكنه لم يرحل من قلب من عرفه ومن عاشره ، رحل وترك ابناء ساروا عَلِي دربه في عشق الوطن والغيره الشديده .
رحل منصور الميل ولن ينسي رجال الاعلام انه اول من انشأ اذاعة الشباب والرياضة بدولة الكويت بفترة بث يومي وصلت تدريجياً الي 6 ساعات من الابداع والتغطيه الاعلاميه في مجالات الشباب والرياضة عَلِي مستوي العالم وقدمت تلك الاذاعة برامج مميزة بل وكانت الاولي عَلِي مستوي العالم العربي حيث كان برنامج ارقام وانغام هو البرنامج الاول عربياً الذي يقدمة ثلاث فتيات كفيفات هن ( خلود – مشاعل – عذاري ) واللاتي قدمن هذا البرنامج عَلِي الهواء مباشرة فتغنت الصحف الكويتيه بأدائهن الرائع وسرعة البديهة التي منحها الله لهن والذي تشرفت باخراجه ، وفي برنامج كاسيروه دله كان اكتشاف الدكتور زهير للاعلاميه التي انطلقت بعد ذلك بين اذاعة الاف ام والتلفزيون دينا ناجي
لم يكن ارث منصور الميل ابناء ارتقوا مراكز راقية فحسب بل ارث وطن واعلام واعلاميين ، رحم الله عاشق الوطن منصور الميل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى